هي أُمَّتِي ذاقَتْ مرارةَ حقبةٍ ... لكن !
27حزيران2019
شريف قاسم
أَلِأُمَّتِي في عيشِها اللأواءُ = والحزنُ كلُّ الحزنِ والبلواءُ
وجِرَاحُهَا فيها الدِّمَاءُ سخينة = فارتْ لِشِدَّةِ وَهْجِهَا الأحشاءُ
والبُرْءُ منها لم يَزَلْ في نأيِه = تقصيهِ عنه الغارةُ الشَّعواءُ
والظُّلمُ أنهكَ كفَّها في قيدِه = وكأنَّها ، بل إنَّهـا شلاَّءُ
والبغيُ أرَّقَ في المرابعِ أعيُنًـا = فالنومُ من عينِ الحزينِ بَراءُ
سَلَبَتْهُ ألفُ مصيبةٍ لم ترتحلْ = فجذورُها في صدرها كأداءُ
ماذا أُعدِّدُ من أذاها إنَّه = هذا الأسى والفتنةُ العمياءُ
في عينِ أُمٍّ قرَّحَتْ أجفانَها = نوباتُ شجوٍ مالَهُنَّ عزاءُ
فَقَدَتْ هناك معيلَها وبكتْ على = ما أخبرتْها في الضُّحى الأنباءُ
ياويحهـا ثكلى تلظَّى كربُهـا = إذ هالَهـا أن يرحلَ الأبناءُ
إنَّ الفجائعَ والمواجعَ أجمعَتْ = ألاَّ تغادرَ أُمَّتي الضَّرَّاءُ
فلها النهارُ بغيرِ دفءٍ ضمَّها = ولها العنا ، والليلةُ الدكناءُ
ولها الصباحاتُ الكئيبةُ أوغلتْ = فأنينُها مَيْدَانُه الأحناءُ
ماذا أُعددُ والمآسي غابُها = أعداؤُنا ، وَتَنوَّعَ الأعداءُ
في الغابِ وحشٌ كشَّرَتْ أنيابُه = وذئابُ حقدٍ للتَّشَفِّي جاؤوا
والثَّعلبُ المكَّارُ والتمساحُ إذْ = فكَّاهُ فيها اللؤمُ والإيذاءُ
أعداؤُنا كٌثْرٌ وفي أسمائِهم = هولٌ يُشاعُ وخسَّةٌ وعناءُ
هاهم تداعوا مجرمين وإنَّهم = لقبيحِ كلِّ فِعالِهم سُفَهَاءُ
والمسلمون ولم تزدْهم كثرةٌ = إلا كما زادَ المسيلَ غُثاءُ
ولربَّما الجَلَدُ الذي بصدورِهم = فيه لحالِ الخانعين عزاءُ !
آذاهُـمُ الأشرارُ تتبيبًـا فلم = تُبْصِرْ سوى عانٍ عليه غطاءُ
ركنوا لكلِّ مضلِّلٍ أو مجرمٍ = فهوتْ على أركانِها البأواءُ
وتهافَتتْ قيمٌ لهم ومآثرٌ = لَمَّـا يُحِطْ بجلالِها استقصاءُ
فقد ابتغَوها فجَّـةً مِعوجَّةً = فها ازدهتْ بالرِّدَّةِ الآناءُ !
حاشا لربِّ العرشِ أن يرعى يـدًا = جاءتْ بها الآثامُ والأهواءُ
كم من فتىً وافى ويلقفُه الهوى = ويقودُه للخسَّةِ الرُّفَقَاءُ
وإذا به الجاني العدوُّ لدينِه = وله لزيفِ الفاسقين وَلاءُ
مستنكفًا عمَّا أتاهُ من الهدى = فله النَّكالُ وما له شُفعاءُ
أغراهُ زيفُ العصرِ في غدواتِه = فنأى المكانُ وغابتِ الرقباءُ
ولقد تولَّتْهُ الملاهي رِجسُها = بادٍ وكلُّ لفيفِها خطَّاءُ
عابوا على أهلِ الفضائلِ طهرَهم = واحسرتاهُ ، وهل لهم أكفاءُ
يابائعَ الدينِ الحنيفِ بملَّةٍ = هي ملَّةٌ مأفونةٌ خرقاءُ
هذا هو الإسلامُ دينُ مُحَمَّدٍ = نفحاتُه للمسلمين وِجاءُ
فارجِعْ لربِّكَ أو فَخُذْ أنصابَهم = واعبدْ سرابًا نحن منه بَراءُ
قُلها لهم :ياحسرتاهُ ، فَمُحْبَطٌ = هذا الفسادُ وهذه الأسواءُ
فَتَبَوَّأَنْ عارَ المذلةِ منزلا = من أهلِه الخلطاءُ والتُّعساءُ
أسرفْتَ إذْ عاقَرْتَ كلَّ رذيلةٍ = ولك المآبُ ، فرجعةٌ شنعاءُ
كم في حياتِكَ يازنيمُ تكوَّرَتْ = بثيابِ كِبرِكَ سيرةٌ حمقاءُ !
لم تجتنِبْ طاغوتَهُم أو تلتمسْ = نورًا تجلَّى صبحُه الوضَّاءُ
هي نفسُك اليومَ اشمأزَّتْ من هدىً = نادتْ إليه السُّنَّةُ الغرَّاءُ
هل خوَّلَتْكَ الفنتةُ العمياءُ في = سوءِ السوكِ ، وللسفيهِ بَذاءُ
ما كنتَ تعلمُ ما المفازةُ في غدٍ = يومَ النُّشورِ فشأنُك الإبطاءُ
حقَّتْ عليكَ وفي الحسابِ وجَدْتَها = نحساتِ خِزيٍ مالها إقصاءُ
الكفرُ يامغرورُ ملعبُ جاحدٍ = والغيُّ في الدنيا له ندماءُ
جارَيْتَهُم ففقدْتَ مالم تحتسبْ = والمعتبون وما لهم إصغاءُ
زمرُ الضَّلالِ وليس ينفعُها إذا = مابُعثرَتْ في الصيحةِ الأشلاءُ
قاموا من الأرماسِ قومةَ حائرٍ = مأواهُمُ ماقدَّموا وأساؤوا
يا أيُّها الإنسانُ ويحكَ فاستفقْ = من غفلةٍ إن المتابَ وِقاءُ
واللهُ يقبلُ مَن يُنيبُ وإن عَثَا = أو أوهنَتْ عزماتِه الأهواءُ
فاظفرْ بتوبةِ عاقلٍ مستبصرٍ = ترحَلْ لحُسْنِ إيابِكَ الأعباءُ
لاتلتمسْ إلا طريقَ اللهِ في = دنيا الأنامِ فأهلُها السُّعَداءُ
لا الرجفةُ الكبرى تزلزلُ حالَهم = أبدًا وليس تضيرُهم شوكاءُ
هم آمنون هناك من فزعٍ ومن = يومٍ تشيبُ لهولِه الأحياءُ
طوبى لِمَنْ وافى الصَّلاحَ فؤادُه = وقد اتَّقَى إنَّ الصلاحَ نجاءُ
بشراهُ بالرحماتِ تنزلُ بكرةً = وعشيَّةً ومن الكريمِ حِباءُ
أرأيْتَ ماتجري به أقدارُهم = بينَ الورى ولزجرِهــم إيماءُ
أرأيْتَ مُدَّكِرًا بما في بوحِه = يرجو النجاةَ فشأنُه الإفضاءُ
عادَ المُنيبُ لربِّه فله الرضا = وله القبولُ وليس فيه مِراءُ
وبراءةٌ مما جَنَتْهُ يداهُ في = دنياهُ والدنيا لها إغراءُ
فالمقبلون على الإلهِ مقامُهم = فيه الهنا والأُنسُ والآلاءُ
هيهاتَ يدرِكُهُم أّىً فبرحمةٍ = نالوا مُناها لم يُصِبْهـم داءُ
يتقلبونَ على نعيمٍ دائمٍ = وبمثلِ هذا يربحُ العقلاءُ
فَدَعِ المعاندَ والمكابرَ يصطلي = في نارِ خُلدٍ مالهـا إطفاءُ
هيهات ينجو كافرٌ أو مجرمٌ = أو قاتلٌ ، فلهُم لظىً وصِلاءُ
يستصرخون ولا مغيثَ فقد مضى = زمنُ التَّجَبُّرِ فالحياةُ هباءُ
ولَّتْ زعامَتُهُم ، وَدِيسَ عُتُوَّهم = واليومَ تَرجُمُ كِبرَهم حصباءُ
لم تنفعِ الأموالُ والرتبُ التي = عاثوا ببهرجِها ولا الأبناءُ
ظلموا فضاقتْ بالشعوبِ بلادُهم = فَهُـمُ وشرُّ فسادِهم شركاءُ
أَوَيَنْفَعُ السلطانُ إن لم تزدهرْ = في حكمِه بالرحمةِ الأرجاءُ !
جَبَلَ الإلهُ على التراحُمِ خلقَه = فالحاكم المرجو به مشَّاءُ
في سيرةِ الفاروقِ أسمى وِجهةٍ = للحاكمين فسيرةٌ حسناءُ
في عهدِه وعهودِ مَن تبعوهُ ما = كانت فظاعاتٌ ولا بغضاءُ
فالناسُ قي أمنٍ وفي بحبوحةٍ = من عيشِهم ، فأُولئك النُّجباءُ
حكموا على نهجِ النَّبِيِّ فأثمرَتْ = للعالمين بخيرِها النَّعماءُ
لم يبقَ فقرٌ أو ذوو عسرٍ ولا = يغشى بغيرِ النعمةِ الإمساءُ
قد آمنَ المحكومُ والحكامُ إذ = هُمْ في الصلاةِ مع الصفوف سواءُ
يتنافسون على المآثرِ إخوةً = ولهم إذا ما استأنسوا أفياءُ
قد يُبلسُ الناسُ الذين استنكفوا = فَهُمُ لخبثِ نفوسِهم لؤماءُ
بطروا فلا يغرُرْكَ إذ بطروا فلم = يُحسَدْ لزيفِ البهرجِ السُّفهاءُ
هي هذه الدنيا التي لاتُرتَجَى = إلا لِمَن ما غرَّهُ القُرناءُ
فغدًا ــ ولم يبعدْ غدٌ ــ لزوالِها = حالٌ يخورُ أمامَه الرؤساءُ
مَن عربدوا واستأسدوا فإذا بهم = في المبلسين فَهُم هُمُ التُّعساءُ
طُويـتْ صحائفُ ماجَنَتْ أيديهُمُ = فاليومَ فيه عقوبةٌ و جزاءُ
واليومَ يومُ العدلِ لم يُظلَمْ به = أحدٌ ولم ينفعْ لديه بكاءُ
ولَّى الثناءُ بعالمِ الدنيا على = مَن لايُرَى في مادحيه ثناءُ
واليومَ لايُجدي الفتى أهلٌ ولا = مالٌ وفيرٌ أو يفيدُ رثاءُ
ولَّتْ حكاياتُ التَّزلفِ والتَّملقِ .= .والنفاقِ وولَّتِ الوزراءُ
اليومَ تشهدُ مَن خَبَرْتَ أداءَها = وعليك طابَ من اليدين أداءُ
يا أيُّها الإنسانُ ويحك فاتَّعظ = ليطيبَ حينَ التوبةِ الإسداءُ
والفضلُ كلُّ الفضلِ لله الذي = منحَ العقولَ فهل يعي العقلاءُ !
بشرى لأُمَّتِنا إذا حكامُها = آبوا لبارئِهم وآبَ ولاءُ
بشرى لها بجميلِ رجعتِها فقد = أودى بصدرِ فخارِها الإظماءُ
من قلبِ مكظومٍ عليها إذ نأتْ = عن شِرعةٍ جنَّاتُها غَنَّـاءُ
تبكي مآقيه الليالي ، إنَّما = لاتنفعُ العبراتُ واللأواءُ
لكنْ له أغلى الرجاءِ بربِّه = أن تذهبَ الحسراتُ والبلواءُ
وَيَمُنَّ ربُّ العرشِ بعدَ إنابةٍ = لشعوبِنا ، وَلْيَنْدَمِ الخطَّاءُ
هي أُمَّتي ذاقتْ مرارةَ حقبةٍ = عصريةٍ فرحابُها جرداءُ
وسماؤُها سبحانَ ربِّي مابها = رغمَ التَّصحُرِ غيمةٌ وطفاءُ
أخوتْ مغانيها فما من فرحةٍ = تغشى المنازلَ فالأسى مِعطاءُ
والناسُ في نكدٍ تحارُ عقولُهم = ممَّـا تعاني الحُرَّةُ الخنساءُ !
وتكالبتْ أُممٌ على خيراتِها = ولعلهم في سلبِها شركاءُ
جاءتْ جيوشُهُمُ وفي عدوانِها = هذا العداءُ المـرُّ والإفناءُ
لكنْ وقد صحتِ القلوبُ وهاجَها = شوقٌ إلى تاريخِها ومضاءُ
وأذانُ فجرٍ هـزَّ مَن ناموا على = فرشِ المكارهِ واسْتُفِزَّ لــواءُ
لكنْ وقد ربتِ الشَّمائلُ : طيبُها = فاحتْ بصدقِ الأنفُسِ الأشذاءُ
وهفـا الإباءُ بعزَّةٍ عُمَرِيَّةٍ = لم تُبقِ من خُلُقٍ لديه يُساءُ
واستأنستْ بالبيِّناتِ صدورُنا = وتنفستْ في فيئها الأحناءُ
وقوافلُ الأمجادِ حاديها شدا = وله بروحِ الأمةِ الأصداءُ
وهي التي لم تلتفتْ لزخارفٍ = أو أشغلتْ ركبانَها الخُيَلاءُ
هي أُمَّةٌ تهدي الأنامَ مودَّةً = يأتي بها للعالمين هناءُ
لاتقبلُ الظلمَ المقيتَ ، ولا تُرَى = في ربعِها العرجاءُ والعجفاءُ
تخضوضرُ الدنيا وتسقيها يدٌ = يرجو كؤوسَ حنانِها الفقراءُ
وتردُّ عنهم إن دهَتْهُم نكبةٌ = فمن الخطوبِ عجاجةٌ هوجاءُ
لَهُمُ الأمانُ فليس يُخشَى ظالمٌ = عنوانُ متجرِ بغيِه الأسواءُ
هي أُمَّـةٌ لم تخشَ من أُممٍ طغتْ = ولبطشها بين الورىاستمراءُ !
فسلِ الحروبَ الطاحنات شعوبَنا = عمَّـا جنتْ سكينُها الحمراءُ !
هيهاتَ لن ترقى إلى قِممِ الهدى = إن الهدى للعالمين شِفاءُ
دول الضلالاتِ المؤجِجَةُ اللظى = تبلى ويطمسُ وجهَها الحنفاءُ
يا أُمَّتي آن الأوانُ فأسرجي = ظهرَ البطولةِ تبسمِ البأواءُ
وبه استعيدي دورَك المأمولَ في = هذا الوجودِ فللأباةِ وفاءُ
لاتنطوي صفحاتُ هديِك في الورى = إنَّ اختيارَك ليس فيه مراءُ
الَّلهُ بوَّأك المكانةَ فاخلعي = ثوبَ الهوانِ فللهوانِ عَفاءُ
واستنطقي الأيامَ يشهدْ أهلُها = أنَّ المآثرَ أهلُها الفضلاءُ
قد أنطقَتْهُم للشهادةِ أنَّه = لايُقبلُ التدليسُ والإبطاءُ
هيهاتَ يُنكَرُ وَهْجَ شمسٍ في الضُّحى = إنَّ الأمانةَ صانَها الأُمناءُ
والجاحدون وإن تكاثرَ جمعُهم = تزريهُمُ باللعبةِ الحِرباءُ
واليومَ تفضحُهم فظائعُ هم لها = فبساطُ خسَّتِهم هي الرمضاءُ
تَبًّـا لهم إنَّ الحضارةَ أفلستْ = والناسُ من أمراضِها أنضاءُ
أين التراحُمُ والتنآخي والنَّدى = إنْ أُقصِيَتْ ذي السُّنَّةُ الغرَّاءُ
أين الحقوقُ أضاعها في زورِه = بيدِ التراشُقِ مجلسٌ دأداءُ
لايعرفُ القسطاسَ إلا مؤمنٌ = باللهِ إذْ من طبعِه الإسداءُ
باءت حضارتُهم بسوءِ فِعالِهم = وإنِ اشمخرُّوا فالقلوبُ خواءُ
وتدورُ بالناسِ انطوتْ أفراحُهم = سودُ الليالي واليدُ الشنعاءُ
ولأُمَّتي شأنٌ فما سجدتْ سوى = للهِ منه الجودُ والآلاءُ
وهي التي ماصوَّحتْ أفنانُها = رغمَ الجفافِ ولم يَدُمْ إعياءُ
صبرتْ على مُـرِّ المآسي فانثنى = خطبٌ ألمَّ وغارةٌ شنعاءُ
الَّلهُ يُنجيها إذا ما دلهمتْ = فتنٌ وجاءت بالأذى الرقطاءُ
يومَ اجتباها نضَّرَتْ دنيا الورى = وتباشرت في ظلِّها الضعفاءُ
ما هانَ مَن عضَّتْهُ مخمصةٌ ففي = رِدنِ الشَّريعةِ رحمةٌ و رخاءُ
فَنِيَتْْ على الغبراءِ ألفُ حضارةٍ = وهوتْ بها للأسفلِ الأعباءُ
وتبددتْ قيمٌ أُريدَ لها البقا = لكنَّها اندثرتْ وهُـدَّ بنـاءُ
أمَّـا مُحَيَّـا أُمتي فَتلَألُؤٌ = في زهوِه وعُذوبةٌ وبهاءُ
ورفيفُ شذوٍ عاطرٍ عَبِقٍ وما = لجلالِ طلعةِ صبحِه إفناءُ
ستعودُ لاتُبقي على وثنٍ ولن = يبقى لصوتِ معربدٍ إصغاءُ
فالمجدُ لمحُ وِسامِها الزَّاهي وما = لِسِوى المُكَرَّمَةِ الرؤى أسماءُ
فانهضْ بدينِ اللهِ إنَّ شريعةً = بِمُحَمَّدٍ تعلو بها العلياءُ
واعلمْ بأنَّ اللهَ ينصرُهـا وإنْ = جارَ الطغاةُ ، وعربدَ الأعداءُ
فلهـا المكانةُ عندَ بارِئها ولم = تَقْصُرْ خُطاها فالخلودُ جزاءُ
تسمو بصبرِ رجالِها لم يُذعِنوا = أو تَلْوِ وِجهَتَهُـم هنا بلواءُ
ولعلهـا عَشِقَتْ رفيفَ الأُنْسِِ في = جنَّاتِ عدنٍ مالَهـا نُظراءُ
ولهـا ستَفتَحُ في غدٍ أبوابَها = فالدَّاخلون الصُّبْرُ والشُّهداءُ
أفواجُها الأُولى إذا حين الزحامِ .= . تريَّثَتْ أممٌ لهـا إدناءُ
هي أُمَّـةُ المختارِ أحمدَ وجهُهَـا = قد نَضَّرَتْهُ السُّنَّةُ الغرَّاءُ
مانالَها في العالمين سِوى الذي = لبَّى النِّداءَ ، وأجفلَ البُلهاءُ
لاتَحسَبَنَّ الَّلهَ يَغفلُ عن يـدٍ = آذَتْ وأشغلَ بغيَهـا الإيـذاءُ
فوراءَ ليلٍ مُجْحِفٍ فجرٌ أتى = قد لاتراهُ الغارةُ العمياءُ
فجرٌ به القِيَمُ الحِسانُ ، وأهلُه .=. الأفذاذُ بينَ الخَلْقِ والأكفاءُ
وسوم: العدد 830