من يشتري الأعراب
من يشتري الأعراب مني
والعروبةَ والعربْ
من يشتريهم كلهم جمعاً
بحِملٍ من حطبْ
من يشتري اشرافهم
بحذاء طفلٍ من حلبْ
من يشتري أذقانهم
ولهُ اذا شاء الشنبْ
ماقد سمعنا عاقلاً
يبتاع من تيسٍ ذنبْ
من يشتري الأعراب مني
والعروبةَ والعربْ
بمخاط طفلٍ قد بكى
قهراً على أمٍّ وأبْ
مسكيةٌ ياطفلةً صاحتْ
وقالت ياعربْ
أشلاؤها قد بعثرتْ
من حضرموت إلى النقبْ
وتقول لي أين العربْ
سحقاً لهم
تُعساً لهم
تباً لهمْ
بل الف تبْ
من رأسهمْ حتى الذنبْ
...
من يشتري أشعارنا
اقلامنا
احلامنا
خيباتنا
احزاننا
اوجاعنا ويأسنا
خداعنا نفاقنا
من يشترينا كلنا
بنواة تمرٍ فاسدٍ
أوشسعِ نعلٍ من خشب
من يشتريكَ أبا لهبْ
اغضبْ فقد حان الغضبْ
كالنارِ واهدر كاللهبْ
ماكانَ يجدي صمتنا
أبداً ولا تُجدي الخطبْ
بغدادُ أنهكها العِدا
والقدسُ فينا تُغتصبْ
والعُربُ إمّا صامتٌ
أو شاجبٌ أو مُسْتلبْ
أو خائفٌ أو خائنٌ
باعَ العرُوبةَ والعربْ
وتقول لي اين العرب
سحقا لهم تعساً لهم
تباً لهم بل الف تب
من راسهم حتى الذنب
فرساننا باعوا الخيولَ
ليشتروا فيها الذهبْ
وسيوفنا نلهو بها
ورماحنا أضحتْ قصب
وشبابنا أمسوا دمى
لا روح تحوي كاللعبْ
أحياء نبدوا إنما
أموات من فوق التربْ
حدث فما يجري لنا
مناو ندري ما السببْ
حدث عن الطفل الذي
أرداه عنقود الغضبْ
حدث فتاريخ العدا
بالغدر والنسغ أنكتبْ
حدث عن السلم الذي
أمسى كمن يرعى الدببْ
حدث فإنا أمة
تهوى أحاديث العتبْ
فالموت حق إنما
للحق موت قد وجبْ
والعيش في ذل العدا.
كالعيش مع سكنى الزربْ
وتقول لي أين العرب
سحقا لهم تعسا لهم
تباً لهم بل الف تب
من رأسهم حتى الذنب.
وسوم: العدد 833