لن نهجرَ القرآن والمأثورا = أو هديَ أحمدَ جاءنا مبرورا
قرآنُنا والسُّنَّةُ الغرَّاءُ لم = نعدمْ جميلَ بيانِها المسطورا
صفعتْ فسادَ المرجفين فحالُهم = أضحتْ كحالِ بني الضلالةِ بورا
قرآننا – رغم العدا – هو حجة= لما يزل لحياتنا دستورا
وبعصرنا هذا تهب نسائم = عاد الفؤاد بطيبها مسرورا
مَنْ قَالَ: إن المسلمين استسلموا = لقوى التتار وجانبوا التكبيرا!!
مَنْ قَالَ: إن المؤمنين تقاعسوا = ورضوا الهوان الشائن المبتورا!!
هيهاتَ والقرآن في أحنائهم = يذكي الجهاد كتائبا ونفيرا
ونداءُ خيرِ الخلقِ في أسماعهِم = وافى فأيقظَ أنفُسٍا وضميرا
يا رب آذانا العدوّ مدمرا = ما في مغاني مجدنا تدميرا
وهوى بمُديةِ حقدِه يفري بها = مهجاً تفور دماؤها وصدورا
في أرض إسراء النبي وفي مدى = أرض العراق معربدا سِكِّيرا
القتل والإرهاب والسجن الذي = فيه دناءتهم تصوغُ النيرا
لبسوا الجلود الناعمات وتحتها = جسدٌ تحوَّلَ للأذى خنزيرا
هم صانعوا الإرهاب، هم من أوجدوا= للحرب حقلا باللظى مسجورا
ظنوا الشعوب تذل من بأس أتى = بمجنزرات عتوهم مجرورا
لم يدركوا عقبى التسلط والأذى = ظلماً على من أشعلوه سعيرا
ولقد ملكنا الأرض في زمن مضى = فاخضرَّ وجهُ رخائها موفورا
والناس ما وجدوا سوى أفيائنا = ترعى الأمان وتمنع المحظورا
بئست حضارتهم تجافي ما أتى = فيها من الفتح الجميل نفورا
لم تنتفع أممُ الورى منها ولم = تلق الشعوب من العطاء أثيرا
لُعنتْ حضارةُ فسقِهم وفجورِهم = هيهات لن يجد الفسادُ ظهيرا
* * *=* * *
قمْ يا أخا الإسلام لا تركن، وسرْ = بالبينات مُؤَيَّدًا منصورا
والله لن تُخْـــــــزَى فوجهك لم يزل = رغم احتدام الداجيات منيرا
فاثبتْ رعاك الله في لجج العنا = و أَرِ العدوَّ ثباتَك المشكورا
واصْفعهْ بالصبر الجميل فإنه= خاوٍ وإن أرغى وأزبد جورا
هو قد أتى بالعنف والإرهاب لم = يرحم صغيرًا – بطشه - وكبيرا
لكنْ وقد هزَّتْه صيحةُ ثأرنا = فقد التوازنَ فانثنى مدحورا
يا رب منك العون فانصرنا على = أعدائنا واجعلْ قواهم بورا
يا رب واجمع صفَّنا في محنة = قد أثَّرت في جيلنا تأثيرا
فالمسلمون اليوم تحت مطارق = جعلت جناح إبائهم مكسورا
لكنهم رغم النوازل أقدموا = في الشام كالوا للعدو ثبورا
في القدس في الشيشان في بغداد في = أرضِ الرباط أعزَّةً وحضورا
إني أراها صحوةَ رفَّتْ لها = راياتُ نصر تدفعُ التقصيرا
وأرى قراءات العدو تبددت= إذ خاب فألُ الظالمين حقيرا
غَرتَّهُ جلجلةُ الحديد وَجَرَّهُ = كِبْرٌ وغطرسة فبان صغيرا!!
وأتاهُ أمر الله ليس يرده = مكرٌ تولَّى أمرَه المقهورا
دارت ليالي المفترين وآذنت = برحيل مَنْ راموا الحياة فجورا
يا رب أثلجْ بالفتوح قلوبَنا = واجعلْ طريقَ المؤمنين نضيرا
وبدا بصبر الصادقين نهارُهم = لم يُبْق في سجن العدا مأسورا
وارمِ النفوسَ المارقات فإنَّها = غَدَرَتْ وضلَّتْ دربَها المعمورا
يرجون للإسلامِ دفنَ سنائِه = فرموا بحقدٍ بالضَّلالةِ نورا
وأتتْ على الأبرارِ فتكتَهم أذى = وبه عَلَوا في الوارفاتِ طيورا
تشتاقُهم جنَّاتُ ربي إنَّهم = أنقى بني الدنيا هوىً وشعورا
والركبُ ماضٍ رغمَ بغيِ عدوِّهم = ينعى شهيدًا أو يُجِلُّ أسيرا
هاهم على الأفق المُعَلَّى نخبةً = هلَّتْ فأقمرَ في السماءِ عصورا
أمَّا الفجائعُ والرزايا واللظى = إذ أضرموها خِسَّةً و غرورا
فعلى الطغاةِ المعتدين وبالُهــا = مهما تفاقمَ جارفًا مسعورا
هــم لايرون اللهَ في أقدارِه = فقلوبُهم عُميٌ وتبدعُ جــورا
خلفَ الوجومِ إذا القلوبُ تألمتْ = أحكامُ ربي تدركُ المقهورا
سترى القيودَ القاسيات تكسرتْ = والسَّاعدَ المفتولَ باتَ كسيرا !
ماساءَنا لَسْعُ الهجيرِ فربُّنــا = مازالَ للصُّبُرِ الكرامِ نصيرا
هيهاتَ نخشى غُمَّــةً قد أطبقتْ = دكناءَ تغشى العالَمَ المبهورا
فالنائباتُ وقد تطاولَ ليلُهـا = فلها الصباحُ مبشِّرًا مذخورا
يأتي ويمسحُ بالرضا أوجاعَنــا = وهناك ينضو الإثمَ والتزويرا
يحنو على قومي الهدى لو هُيِّئَتْ = ألبابُهم و وَعَتْ سَناهُ أثيرا
لايُرتَجَى نصرٌ بغيرِ شريعةٍ = حفظتْ لأُمَّتِنا النجاةَ مصيرا
أَوَلَمْ ترَوْا في العالمين خواءَها = واحسرتاهُ ، وحقَّها المهدورا !
عودي إلى كنفِ المآثرِ أُمَّتي = تَلْقَيْ هنالك مَحْتِدًا مسطورا
واستعصمي باللهِ لا بِسواهُ لم = ينفعْ سِواهُ الحائرَ المقهورا
والمسلمُ المقدامُ لـم يخشَ الردى = أو يخشَ يوما ظالمًـا شرِّيرا
فهو العدوُّ وقد تمادى بطشُه = سيظلُ دونَ إبائِنا مدحورا
آياتُ ربي للقلوبِ شِفاؤُهـا = إن جانَبَتْ في عيشِها المحذورا
والسُّنَّةُ الغرَّاءُ جنَّةُ أُمَّــةٍ = تلقى ببهجتِها الحياةَ حبورا
ما جانبتْ يوما شريعةَ ربِّها = إلا رأتْ مجدا لهــا مهدورا
أَوَلَمْ تَضِعْ يوما فلسطينُ التي = باتتْ لأبناءِ الحنيفِ قبورا !
أَوَلَمْ تجدْ بعد السُّباتِ أذلَّةً = جاسوا المقدَّسَ عنوةً والدورا !
واليومَ تلعنُ مَن بَغَوا وتآمروا = وتعودُ تلعنُ في الورى بلفورا
يا أُمَّتي : أسبابُ نصرِك لم تزلْ = بيديكِ نورا غامرا مبرورا
وعدوك الباغي يعيشُ مُذَمَّمًــا = رغم السلاحِ ولم يزل مذعورا
هيهات : لاتَخْشَيْ أذاه فإنَّه = يبقى لكفرِ جموعِه مثبورا
بشراك : فالمحنُ المريرةُ حُلوةٌ = عند الإلهِ فصابريهــا : ســُـورا
ينهدُ هذا السُّورُ في الأجلِ الذي = يخفى ! وعاشَ شقيُّه شرِّيرا