سل الله أيها المحزون أن يعوضك عما فعل الأدنياء، فذرة من جوده أغنى من الدنيا كلها وابقى، فاصبِرْ، بل أبشِرْ وبشِّرْ.
سألت الله قصراً ليس يبلى=يمر الدهر وهو يظل أعلى
يزيد جلالة ويزيد أيْداً=وفيه مودة حسنى وجذلى
وفيه الحور هذي ذات دلٍّ=وذي خجلى وذي للوصل عجلى
وأصوات البلابل عازفات=أغاريداً من المزمار أحلى
وتعظم فرحتي بالآي جلَّت=وطابت وهي ملء السمع تُتْلى
وألقى أحمداً في خير صحبٍ=شموسَ الدهر إيماناً وفضلا
وأعظم ما أؤمل أن أراه=إله الكون بدراً قد تجلى
* * *=* * *
فقال لقد طمعتَ فقلتُ إني=أراك الأعظم البر الأجلا
وأنت لكل ما أشتاق أهل=وأنت بكل ما أرجوه أولى
وأنت تحب من يأتيك رُغْبى= ولا يرضى سوى الإحسان جزلا
وإني من جموع طاهرات=أتينك قد رضيت لهن قولا
ومن رضي الإلهُ له مقالاً=تكون له الفراديس المحلا
* * *=* * *
وجودك في دمي دوماً وعيني=وكان ولا يزال لدي سؤلا
فقال الصدقُ مهرُ مناك فاصدق=وطاب الصدق زلفى لي وجلَّا
فقلتُ ظفرتُ إن الصدق عقلي=وقلبي دائماً مذ كنت طفلا
وأنت وهبتنيه محض منٍّ=ولم أدركه لا حولاً وطولا
فجاء صنيعُهُ الآلاءَ سحّاً=تقول أراك للإحسان أهلا
فسال الشكرمن عيني دموعاً=وعزَّ الله وهّاباً ومولى
وأشرق وجه رضوان وسيماً=وقال مبشراً أهلاً وسهلا