للمؤمن في الدنيا جنة, لا أروع منها إلا جنة الآخرة.
أسرجِ العزمَ فارساً مقداما=واتركِ العجز واطرحِ الأوهاما
في يقينٍ يمتد في كل صوب=يسبق الناس عزمه والزحاما
فإذا مسَّكَ الهناء تبسمْ=وارقب السعد أنعماً ووساما
وإذا مسكَ الشقاء فغالبْ=سَطْوه ثم كن أشدَّ ابتساما
عندها تصبح الشدائد يسراً=والنميرَ الذي يبلُّ الأواما
إن عزم الصغير يبقى صغيراً=وسجايا العظام تبقى عظاما
والشجاع الذي يلاقي الرزايا=باقتحام إذا نمت يتنامى
كُنْهُ تسعدْ, وتبصرِ المجد يرنو=مكبراً ما صنعته مستهاما
وارضَ عقبى الأمور خيراً =وامضِ فيها مستبشراً وهماما
رب عسرٍ يكون أرجى وأجدى=ويسارٍ يغدو البلاءَ احتداما
«هكذا الدهر حالة ثم ضد»=وصباح يقفو ويمحو الظلاما
قلَّبٌ خلَّبٌ جموعٌ مشتٌّ=قابضٌ باسطٌ يسوق الأناما
واهبٌ ناهبٌ فإنْ يَحْبُ فاحذرْ=إنَّ منه الندى ومنه الكِلاما
* * *=* * *
كلُّنا في الحياة مد وجزر=واحتراب يصير بَعْدُ سلاما
وسلام يصير حرباً ضروساً=وقصور تصير بعد رجاما
والحصيف الحكيم قلب مصفَّى=باع للَّه أمره واستقاما
في مضاء يلوح سيفاً حساماً=ويقين يلوح بدراً تماما
وَهْوَ في يسره وفي العسر هانٍ=والرياحين حوله والخزامى
وَهْوَ في حالتيه شكر وصبر=وجنان من الرضا لا تسامى
يجتنيها كما يشاء وخيرٌ=من جناها دارُ الخلود مقاما