من ذا الذي وفّى لك التبجيلا = يا من تكاد بأن تكون رسولا!
من ذا الذي أولاك منك مآثرا = ليصون عهدا أو يرد جميلا
أين القصائد والشعارات التي = دارت بآفاق الزمان طويلا
زعموا بأنك كالرسول مهابة = وتنكروا لما وفيت قبيلا !
ورموك في لجج الشقاء مسربلا = بلظى النوازل حائرا مخذولا
مَن للوفاء وللبناء وللمنى = إذْ ضيعوك وإذْ غدوت عليلا
من لليراعة والبراعة والعلا = يا ويح قوم بدلوا تبديلا
* * *=* * *
يا سيد الأجيال عفوك إنْ غدا = محض ادّعاء زعْمهم معسولا
قد عشت فيهم للوفاء منارة = تهب الصباح ضياءه المأمولا
ومنحتهم منك الكهولة والصبا = تحنو عليهم مرشدا وخليلا
وأفضت من نبع العطاء سحائبا = بالعلم تحْيي أنفسا وطُلولا
وحملتهم في مقلتيك ولم تزل = مستلهما سبل السلام سبيلا
فبنيت في وحْش القفار مدائنا = وغدت لهم شعف الجبال ذَلولا
* * *=* * *
يا وارث الرسْل الكرام شكيمةً = وعزيمة وأصالة وأصولا
ما زلت للأجيال نبعا دافقا = وأبا .. وأما.. ملهِما ومعيلا
وبرغم من خفروا العهود جهالةً = ستظل روحا للوفاء جميلا
وتظل مشكاة البصيرة والنُهى = وعلى الضلالة صارما مسلولا
وتطل من فوق السحاب تألقا = للسالكين منارة ودليلا
ولسوف يغنيك الإله بفضله = وليجزيَنك من عطاه جزيلا
وليرفعَنّ الله ذكرك في الورى = وليوفينّك عهده المسئولا