أقول للنجم هل أبصرت مقتلنا= وكيف أعرض عنا المجد والشان
لم يبق في هذه الدنيا لنا فرح= فليس فيها سوى الأشجان أخدان
كنا نعيش لهذا الدين حتى غدا= لنا بكل مكان الأرض سلطان
فاروق رفّع هذا الدين حتى سما= فوق السماء له فرع وأغصان
لما نبذنا وراء الظهر ملتنا= وديننا سقطت في الأرض أركان
وودع المجد والعلياء ساحتنا= فلم يدم فوق هذي الأرض سلطان
أين الصلاح الذي كنا نباهي به= وأين هارون من هابته يونان
أتى على كلهم هذا الحِمام فلم= يدعْهُمُ الدهر إن الدهر ظمآن
كانت بقبضتنا الدنيا بأجمعها= واليوم نحن بأيدي الغرب عبدان
مررت بالمسجد الأقصى فقلت له= أين الصلاح؟ وأين العز والشان؟
تغير المسجد الأقصى فقد طرقت= أبوابها بمرور الدهر أحزان
لقدخلا من شعور العطف كل فتى= ففي النفوس من العدوان نيران
فالظلم يفشو ونار الحرب يشتعل= في كل ناحية جور وعدوان
عم الفسادوشاع الشر والفتن= ولم يدم لرجال الأمن بنيان
تهوي على المسلمين اليوم صاعقة= تنهدّمن هولها صين وجابان
فالأم في قلق والطفل في أرق= والمرء في عرق والدهر حيران
والناس في فزع والقلب في جزع= والدمع في هرع والموت عطشان
كنا نظن بأن الدهر شيمته= غدر الكرام وللأعداء فرحان
أتت عليه من الأيام داهية= فاليوم من شدة الأحداث تعبان
يشكو الزمان من الآلام منتحبا=فقد دهاه من الأوجاع طوفان
في كل يوم هنا للظلم عاصفة= وقاصفات ونيران وبركان
يا من يعض بناب الظلم أنفسنا= احذر فللدهر أنياب وأسنان
يا أمة المجد إن المجد منتظر= دعوا الخلاف فإن الخُلْف سرطان