هتف النّذيرُ فمَن يجيبُ دعائي ؟= مِن جوف أرضكمُ بعثتُ ندائي
هذاالنداءُ من الصّميم أُثيرُهُ= فلذا يُعَبرُ عن لظى أحشائي
لا تعجبوا منّي إذا حدّثتكم= بلسان هولٍ ليس للأحياء
فلسانيَ اللهبُ الغضوبُ وزفرةٌ= كُتمتْ دهوراً في حشى الغبراء
حتّى إذا شاء الإلهُ لحكمةٍ= قال انطلقْ في ثورةٍ شعواءِ
لتذَكرَ الثقلين أنّ وراءَهم= يوماً ثقيلاً هائجَ الأنواءِ
هذا نذيرُ الغافلين ليذكروا= ذاك السّعيرَ ولات حينَ نجاءِ
إلاّ الّذين تزوّدوا بصلاحهم= وتُقى الإله فيا لطيبِ لقاء
هيّا انظروا هذا النّذيرَ وقد طغى= منهُ الزّفيرُ فيا لَهول بلاء
حمَمٌ تصاعَدُ في الفضاء وقد علَتْ= فكأنها رُسُلٌ إلى الجوزاء
غضبٌ يمورُ بقلب هاتيك الرُّبا= في " أيسِلندا " فهوَصوتُ فناءِ
هل حان للأرض الرّؤومِ تفَطُّرٌ= وتسَجّرٌ لبحارها الهوجاءِ ؟
أم أنّ شمس سمائنا قد كوِّرَتْ= وغدتْ كواكبها نثارَ هباءِ ؟
اوَ لا ترى اليحمومَ غشّى أرضَنا= فترى نهاراً غاب في الظّلماءِ ؟
أوَ لا ترى الصُّمّ الصِّلابَ تحوّلتْ= سيلاً من النيران في الأرجاءِ ؟
أوَ ليس هذا من وقود جهنمٍ= وكذا أُناسٌ كذّبوا بلقاء
هذا الجليدُ يسيلُ بعد صلابةٍ= فترى البحار تضِجُّ بالأنواء
وتعطّلتْ سبُلُ الحياةِ فما لَكُم= من حيلةٍ تعلو على الأرزاء
مَن يستطيعُ بأيدِهِ ردّ القضا ؟= من يدّعي ردّاً لهول بلاء
نذُرٌ يُسَخّرُها الإلهُ بليغةً= من ذا تدَبرَها من العقلاءِ
هذي الزّلازلُ والبراكينُ انبرَتْ= بقضاء خالقها نذيرَ جزاءِ
فهيَ النذيرُ لمن أراد تذكُّراً= وهي البلاءُ لصاحب الخيلاء
* * *=* * *
بمشيئة الله القدير حياتناِ= وبهديه ننجو من البلواء
نوران في الدّنيا هما منجاتنا= في غيهب الأزمان والأهواء
قرآن ربي إنّه دستورنا= ومحمدٌ هو أُسوة الحُنفاء
وبسنّة الهادي الرّؤوف محمّدٍ= نجتاز بحر ضلالةٍ ظلماء
* * *=* * *
ربّاهُ جسمُ المسلمين مُمزّقٌ= فالوحش قطّعه إلى أشلاء
وحش الهوى فرَس التّقى من قلبهم= ضلّوا سبيل الشّرعة السّمحاء
حتّى تجرّأ شرُّ أقوام الورى= فعدَوا على أوطانهم بدهاء
ها إنّهم مُستَعبدون بأرضهم= ذلّوا لشرّ عصابةٍ حرباء
جاسوا خلال ديارهم بشراسةٍ= ساموهمُ ذلاًّ وسوء بلاء
كيف اليهودُ تسنّموا أُفُقَ الدّنا= وهمُ الأراذلُ تحت كلّ سماء
عجباً لمن كان الإلهُ وليّهُ=أيذلّ للشّذاذ والدّخلاء
ما بالُكم يا مسلمين رضيتمُ=بالسّفح بعد القمّة الشّماء
هل أنتمُ نسلُ الألى ملكوا الدّنا= بشريعةٍ وبهمّةٍ قعساء
حاشاهمُ أنتم عبيد لذائذٍ =وولاؤكم للرّجس والأهواء
والمؤمنون ولاؤهم لإلههم=فهو المعزُّ وقاهر الأعداء
فإذا أردتم عزّةً وكرامةً= والفوز بالجنات والنعماء
فاحيوا مواتكمُ بشرعة ربّكم= فهي السّبيل لدولة العظماء
* * *=* * *
ربّاهُ وفق للهدى أمراءَنا=واهدِ الحيارى مسلكَ الحنفاء
وانصر عبادك في ميادين الوغى= واهزم عدوّ شريعةٍ غرّاء
وكذاك أسرانا ففرّج كربهم =فهمُ منار جهادنا الوضّاء
ضحّوا بنُضرة عمرهم وشبابهم =في نصرة الإسلام والضّعفاء
ومضَوابهمّة مؤمنٍ رفض الخنا =يتسابقون إلى رحى الهيجاء
منهم شهيدٌ أو جريحٌ صابرٌ =وكذا أسيرٌ في يد الأعداء
* * *=* * *
يا ربّ حقّق للمجاهد حُلمه= فيدّق رأسَ الحية الرّقطاء
ونحرّر الأقصى وكلّ ربوعنا=من ربقة الأعداء والدّخلاء