أوقفوا النعش بل أوقفوا الشمس فهي في رأد الضحى تحيينا
قم أبا الصبح والإشراق واهباً عطاياك للغافلينا
أيها "المفتيُ" في زمن الجهل، والجريء في زمن الجبن، والعالُم المفوهُ فينا
إنه سر "يوشعٍ" في بنيه=أوقفوها فنورها يهدينا
نثرت تبرها على الكون وأغفت=فالمحيا، باسم الشفاه يقينا
لملمت من الشعاع خيوطاً=وطوـــتها في النفس سراً دفينا
مالها، غربت عجلى إلى الأفق=وما زال يومنا الطويل سجينا
صامتاً منبرُ الرسولِ حزيناً=حنَّ للذكر، صوته يشجينا
ومياه الفرات شحت وغاضت=ما لأشجاره تنوح حنينا
ودع القوم عالمٌ وبليغٌ=ومن الفكر معلمٌ يهدينا
إنه موت واحدٍ بألوفٍ=رُفع العلمُ، فقده يُبكينا
لو تمهلت يا أبا طريف قليلاً=لرأيت الضياء في وادينا
أنت من زرع الحب، وروى النبت=فاستوى على سوقه يعطينا
أنت من فجر اللفظ في الحنايا=رعداً وبروقاً فغيثها يسقينا
أنت من فسر الذكر=فروى منه العيون دمعاً سخينا
أنت ناديت صارخاً ومغيثاً=أوقفوا الظلم، ناره تكوينا
إن في هجعة الليل للمؤمنين سهاماً=تبعث العزة فينا
إن للصبح إشراقة الحق=ومن الصبح ما يداوي القرينا
امسح الرانَ على قلوبِ الغفاةِ=وأوقد في عيون النيامِ ما يعلينا
ساكباً من الكلام البليغ المحلى=درر الفكر، تبعثُ التمكينا
وأرقد اليوم هانئاً وسعيداً=واسأل الله صحوة تحيينا