(الناس معادن) حديث شريف.
السجايا معادن تتزيا=بعضها حمأةٌ وبعضٌ ثريا
بعضها سادة وبعض إماء=ودعي يقلي أصيلاً عليا
وبخيل كأنه من يهود=وسخي يحبو قِراه سخيا
وغويّ كأنه سامريّ=وعفيف يقفو الصراط التقيا
ودميم بالحقد والحقد مُزْرٍ=ووسيم بالنبل طلق المحيا
وذكي للعقل فيه صِيالٌ=واستباق عانى بليداً غبيا
بعضها بالرضا سعيد وبعض=ساخط عاش قالياً مقليا
بعضها السم في الأذاة وبعض=كالرحيق المشتار صفواً نقيا
* * *=* * *
السجايا ناس فهذا شريف=قلبه كالضحى يرف سريا
يهب الصحب حبه ونداه=ويلاقي الأضياف طلقاً حفيا
ويعاديه وهو بالجود مُثْرٍ=مَنْ حباهم جزل العطاء رضيا
رِمَمٌ، هيّنون، دونٌ، خزايا=رضعوا الحقد بكرة وعشيا
وتعادي الضحى عيون مِراضٌ=ويعادي الأنذالُ شهماً أبيا
لا تُرَعْ، فالدنا أعاجيب شتى=تجعل الناس شائهاً وسويا
* * *=* * *
تتآخى الطباع أو تتجافى=ويواتي كلٌّ أخاه مليا
فالكريم السري يهوى كريماً=والخسيس الدني يهوى الدنيا
وتصافي الحَصانُ أختاً حَصاناً=وتصافي البغي أختاً بغيا
* * *=* * *
السجايا الحسان شوقي وعشقي=منذ نادمتها وكنت صبيا
بادلتني الهوى غواليَ وَصْلٍ=وحبتني من فضلها الحاتميا
أسكنتني مع الوداد المآقي=وفؤاداً لها صفياً وفيا
وأنا المرء كنت دوماً وفياً=حين أسكنتها دمي والمحيا
وفؤادي الذي رآها مناه=وبياني شهداً وفي مقلتيا
واسترحنا فعشت أهفو إليها=عاشقاً مثلما استراحت إليا