في رثاء الفقيد الطيب الشيخ محمد السالم :.
عزاءك هذه الدنيا ارتحالُ=وآل خادع يتلوه آلُ
وسرب من أمانينا اللواتي=تخب بنا وقد ينأى النوال
وقد يدنو ونحن له أسارى=ولا ندري ويغرينا المحال
وننسى الموت وهو لنا قرين=رقيب ليس يدركه الملال
يسالمنا وتفجؤنا رحاه=فتطحننا إذا كان الزوال
هي الدنيا منام ثم صحو=ومكث سويعة ثم انتقال
* * *=* * *
لها أثوابها البيض الزواهي=ولكن في محاسنها الصِلال
وأنياب لها حمر شداد=وأسياف لها ولها نبال
وليل زاحف من بعد صبح=وحال طيب يُنْسيه حال
ويوم قد يسود به هداة=ويوم قد يعيث به الضلال
* * *=* * *
هي الدنيا كما قد قيل دنيا=لها في الغدر أخبار طوال
وخير من متارفها وأبقى=جنان لا يحيط بها مقال
لها نعمى مطهرة وحسنى=وبشرى أومأت ولها ظلال
ورضوان من الرحمن غدق=إذا ضاقت بما تلقى الرجال
عسى نحظى به جمَّاً هنيئاً=إذا نادى المفاز أو الوبال
وكان نصيبنا فوزاً وعزاً=وحظ الأخسرين هو الوبال
* * *=* * *
أيا رباه بوئنا جناناً=حساناً يزدهي فيها الجمال
وبوئنا ذراها طيبات=فأنت المرتجى ولك الجلال
وبوئها الفقيد فأنت تدري=له في كل مكرمة خصال
يزكيه فؤاد عاش عفاً=وتحمده مع القول الفعال