مفارقة

 أنا يَاحَبيبة ُ قدْ سلوتُ هَوَاكِ

َ ونسِيتُ ذاكِرَتي لكيْ أنسَاكِ

 أتلفتُ كلَّ رَسَائِلِيْ وَدَفاتِريْ

كيْ لا ُأدَوِّنَ جُمْلة ًبهوَاكِ

 مزقتُ أشعَاِريْ التيْ دونتُهَا 

أ رْسَلتهَا للريح ،ِ لِلأفلاكِ

 كَيْ لاأرَى حَرْفا ً يُرِّطبُ خافِقِي

وَيشدُنِيْ وَيُعِيدُ لِيْ ذِكراكِ

 فإذا النسائمُ رَافقتهَا ِللعُلا

وَتلألأتْ فبريقهَا عِيناكِ

 وإذا الحُرُوْفُ اسْتوْطنتْ كَبدَ السَّمَا 

أضْحَتْ شَبيهَ عُطاِردٍ وسِمَاكِ

 وَإذا عُيُوْنِيْ شَاخِصاتٌ نَحْوَهَا 

وَأنا المُتيمُ تائهٌ بُسُراكِ

 الفرْقدَان ِ هما كذلكَ مِثلنا 

لاتعْجَبوا لِتلازُم ِالأفلاك

 وَتقرُعينيَ فِيْ رُؤْاكِ وَلا أرى

ليْ حَاجَة ً أن أستمِيلَ سِوَاكِ

 لاتنكِروْا فمَحَبَتيْ حِكْر لها

وتمَتعِيْ كعِبادَةِ النساكِ

 حَاوَلتُ دَوْمَا ً مَااسْتطعْتُ تحَرُّرَاً

وَبذَلتُ جُهْديَ مَااستطعْتُ َفكَاكِيْ

 فسَلِيْ يمِينيَ كلمَا أقنعتهَا

تسْتلطف ُ الأصفادَ فِيْ يُسراكِ

 حرَّرْتهَا مِنْ أسرهَا فإذا بهَا

آبتْ تعِيْدُ القيدَ كَيْ تلقاكِ

 وَتمَرَّدَتْ عادَتْ تخُط عِبَارَتيْ 

"أَهْوَاكِ يابَدْرَ الدُّجى أهواكِ "

 الشَّوكُ يحْمِيْ وَرْدَهُ مِنْ عابثٍ

وَالقيدُ في العُشاق ِكَالأشوَاكِ

 وَكذا عُيوْنيَ كلمَا أغمَضْتهَا 

عادَتْ لتبصرَ مُقلتيْكِ وَفاكِ

 قد خانتِ العَهْدَ الوَثيقَ بأنهَا

لاتذرفُ الدمْعَ السخِين فداكِ

 واغرَوْرَقتْ بالدمْع مِنْ فرْطِ الجَوَى 

فهيَ السَّخية ُ، ترتوي بلِقاكِ

 وَكأننيْ وَجَوَاِرحِيْ مُسْتعْذبٌ

فِيْكِ الضَّنى لوْكانَ فِيْه هَلاكِيْ

 لاعشْتُ لوْ مَالَ الفؤادُ لغيرِهَا 

وحرمت ُ نبضَ القلبِ لو أنسَاكِ

 أدْرَكتُ أني فِيْ غرامِكِ غاِرقٌ

وَشِغافُ قلبيَ مشبعٌ بهَوَاكِ

 وَشَربتُ مِنَ كفيك ِمَاءً سَلسلا

وَمُعطرَا ً هو زَمزمٌ" بشذاكِ

 وشدَوْتُ مِنْ قلب ٍ يحِنُ صَبَابَة

يَأبى النوَى وَيَتوقُ لوْ لحمَاكِ

 رفقا ًبصَبّ ٍ يَسْتلِذ ُ بسُقمِهِ

وَيشنفُ الآذانَ لو بنداكِ

 آ آ آهٍ إذا عَز اللقاءُ فإننيْ

أرْضَى بطيفكِ أوْ بظل ِ سُراكِ

 أهْواكِ فاتِنتيْ ،أسِيركِ قائلٌ

أنتِ الحَبيبة ُليْسَ ليْ إلاكِ

 إن كنت صَبَّا ً مُغرمَا ًوَمُلوعَاً

فلأننيْ ياظبيتي أهواكِ

 كَيفَ السُّلو ! وَأنتِ أجمَلُ وردة

وَأرَقّ ُمِنْ ِريح ِالصبَا لقياكِ؟

 كيفَ السّلوّ ُ ! وَأنتِ ياِريمَ الفلا

أوْقعتِنِيْ بجمَالِكِ الفتاكِ؟

 وَكَتمتُ كلَّ مَشاعريْ لكِنهَا

هِيَ دَمْعَتيْ آلتْ بأنْ تلقاكِ

 فأدَرْتُ وَجْهيَ كيْ ُأجَففَ دَمْعَتِيْ

فسلِيْ دُموعَ العَين ِمَنْ أجْراكِ

 هِيَ دَمْعة ٌحرى لأصْدَق ِعاشق

رفقا بعين ٍقد بكتْ لنوَاكِ

 رقي سُعادُ فمَا عَشقتُ سوَاكِ

والعينُ ماسَعِدتْ بغيْر لِقاك

 اللهَ ماأحلاكِ ياقطر الندى

إني الظمِيُ لأنْ ُأقبلَ فاكِ

 وأنا الحزينُ إذا ابتعَدتِ لحَيْظة

أ و غبتُ عنكِ فمَنْ أنا لولاكِ

 أرنو إليكِ ففي حَدِيثكِ مُتعة

أسمُو بهِ مِنْ قمَّتيْ لعُلاكِ

 قسَمَا ًبأنكِ ياشقِيقة َ مُهْجَتيْ

كالبدر ِفي ألق ٍ فمَاأبهاكِ

 عُذريّ حُبيَ فيكِ يا جُوريتِي

يافتنتي أشتاقُ فوْحَ شَذاكِ

 فقت ِالجَمَالَ ومنْ يَرَاكِ جَمِيَلةً

هوظالِمٌ في حكمِهِ لحلاكِ

 وأسَرتِ قلبيَ عنوَة ًيامُنيتي 

وجَعلتهِ بجمَالِكِ الفتاكِ

 عبدَا ًمطيعا ًلايطيقُ تحرُّرَاً

وبأسْرهِ ، الحب كمْ أفتاكِ

 صَيرْتُ خَدي دَرْبهَا فوقَ الثرَى

خوْفَ الأذى لوكانَ فيهِ هلاكيْ

 فَإذا تدوس تكرما ًخَدي الذي

هو جُنة ٌللحَر والأشْوَاكِ

 فلقدْ حظيتُ بلمسَةٍ بعد الجَفَا

وندَى التلامُس ِغاظ َ منْ جافاكِ

 فَإذا تنقلُ خُطوَهَا مِنْ وَجْنتي

أبقي لهَا كفي دُون حراكِ

 فإذا مشتْ فالوَجْنتان ِبسَاطهَا 

يامَا أحَيْلى وَطأها قدَمَاكِ

 ذلُ المَحَبةِ فِيكِ يا ُأنشودَتي

يحلو كَعز، جلَّ منْ وَلا َّكِ

 إنْ كنْتُ أفخر فِيْ حَياتيْ فهْوُ مِنْ

قول ِالعذوْل ِ بأننيْ مضناكِ

 إن كَانَ لِيْ شوْقٌ ، فَأنتِ مَشُوْقتِيْ

أو كَانَ لِيْ سَعْيٌ فنحْوَ رضاكِ

وسوم: العدد 849