عندما تعجز الكلمات وتكل الألسنة تتكلم اليراعات وتنطق الأقلام فتظهر المعجزات والخوارق وتحير العقول والألباب وتجعل الخطباء والفصحاء خرسا كأنهم لا يعرفون النطق والتكلم. القلم هو علم نجاح القوم وفلاحهم به تتقدم الأقوام والأمم وتترقى الأجيال والرجال.
إذا ما يراعي جال يوما بصفحة = خلاف العدى كان الزوال محتما
فبالسيف تسطيع القتال من العدى= بساحة حرب بالغبار ملثما
فإن تنتصر فوق العدى نلت مغنما=وإن تنكسر فيها تذق فيه علقما
قصير من السيف المهند حجمه= ولكنه أعظم قدرا ومغنما
لئن خضعت دون الصوارم أرؤس= فدون اليراع يسجد القلب مُعظِما
وإن كان هذا السيف أخوف للعدى= فهذا اليراع منه أمضى تكلما
إذا كسب الأبطال بالسيف رفعة= فكم باليراع أشرق الناس أنجما
دع الخيل والأسياف والرمح والقنا= فقد جعل الله اليراع مقدما
لإن أزهق الأبطال بالسيف أنفسا= فكم أمة أحيا اليراع مكلّما
غرائزه شتى فعلم وحكمة= وشعر ونور قد أنار المعتّما
فيهدي خيوط النور طورا وتارة= يضيئ الظلام والدجى متبسما
ولم يتمسك باليراعة أمة= ولا رجل إلا علا و تقدما
إذا لم يكن في حظ شعب يراعة= وعلم إذا بنيانه قد تهدما
إذا صالت الشجعان بالسيف والقنا= فنحن نصول باليراع عرمرما
إذا ما صليل السيف زلزل أنفسا= فصوت اليراع تخرق الأفق والسما
وإن كان إنتاج السيوف معاركا= فإن اليراع تنجب الأرض والسما
أساس نجاح القوم هذي اليراعة= فكل امرئ منه النجاح تعلّما