الدنيا هرة ترضع أبناءها وتأكلهم.
نظرت في هذه الدنيا وما تعد=وفي بنيها إلى لآلائها نهدوا
وجدتها منذ كانوا في محاجرهم=معشوقةً حينما تدنو وتبتعد
جميلةً منذ كانت لا يشيب لها=شعر وفيها الهوى والدل والغيد
صبية وقديمٌ يومُ مولدها=قديمةً وجديدٌ حُسْنُها الغرد
كأنما الدهر أعطاها أعنته=فأمسُها يومُها في بردتيه غد
مخطوبةً حولها العشاق في زجل=ضارٍ ويرخي لها أمداءه الأبد
لها يد بالنعيم الجزل حافلة=وبالبلاء بأصناف كثرن يد
* * *=* * *
كأنها هرة جادت لصبيتها=بكل نعمى وما تألو وتقتصد
حتى إذا طاب عيش في مسارحهم=وازيَّنت لهم البشرى بما تعد
وأزهر السعد ريان الفتون لهم=وأقبل الفأل يجلو حسنه الرغد
عدت عليهم فأدمتهم مخالبها=كأنهم نَقَدٌ يلهو بها أسد
كأن فيها عليهم حقد ذي ترة=وبغي من رضعوا لؤماً ومن مردوا
فاعجبْ لحاملةٍ نبلاً وحاملةٍ=غلاً ففيها تلاقى الصفو والنكد
تعطي وتسلب لا جاعت ولا شبعت=وما نجا قط من مكر لها أحد
تظل واهبةً دوماً وناهبةً=فجودها البخل فيه الرفد والحسد
ويومها منذ كانت زينة وأذى=وصبحها كمساها لوعة ودد
أعراسها فرح في طيه ترح=والموت توأم أهليها إذا تلد
* * *=* * *
لا تجزعنَّ فخير من خدائعها=إذا ظفرت بمرضاة الإله، غد