مررت ذات مرة بشاهد قبر فقال وقلت .
مررت على شاهد في القبورْ=على وجهه بصمات العصورْ
فأوما إلي بصوت شجي=وفيه حِذارٌ وفيه سرور
وقال غداً أنت ضيف علي=وثاوٍ على ساعدي للنشور
فدع عنك أوهامك الخادعات=بعيداً وحاذر فخاخ الغرور
فإن الحياة على حسنها=وإن أضحكتك فتاة غدور
لها منذ كانت يدان اثنتان=فهذي تواتي وهذي تجور
وكلتاهما لمعة كالسراب=وما هي إلا خداع وزور
* * *=* * *
فقلت صدقت ولكنها=إلى الباقيات الحسان الجسور
ومزرعة للهدى والهداة=وللقاسطين وأهل الشرور
ولا بد منها وأكرمْ بها=إذا كنت فيها التقي الصبور
ستعمرها منِّيَ الصالحات=وأقطعها بالرضا والحبور
ولست أبرئ نفسي التي=أساءت ففي بردتيها قصور
ولكنني في غدي قادم=وفيَّ يقين كبحر يمور
بأني ظفرت بأقوى العرى=وأن إلهي غفور شكور
برحمته أتخطَّى الصعاب=ويمناي نور ويسراي نور
وأدخل عُليا الجنان الحسان=يباكرني المسك تهديه حور
* * *=* * *
وأكرمُ من ذاك رؤيا الإله=إذا رفعت في الجنان الستور