في جنَّات الخلود إن شاء الله
(اللهم أكرم موتانا وموتى المسلمين تحت ظل عرشِك ، يوم لاظل إلا ظلك ، اللهم اجعل مثواهم الفردوس الأعلى ، مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
الحمدُ للرحمنِ ذي الآلاءِ =عندَ المصابِ ، وعندَ كلِّ عـــزاءِ
فالموتُ حـقٌّ والرضا زادُ الذي = وافى حناياهُ لظى البلواءِ
فُجِعَتْ رحابُ ( الدَّيرِ ) حيثُ تناقلتْ = ماقـد جـرى دوَّامةُ الأنباءِ
فالموتُ جاءَ الصَّالحين ، فَغُيِّبُوا = فعلى الفراقِ مدامعي و رثائي
كم من أخٍ شهدتْ له التقوى وكم = من فارسٍ أبلى بيومِ لقاءِ
ولهم على شرفِ المواقفِ شاهدٌ = مــمَّـا رأى ، حتى من الخلطاءِ
قِيَمُ الثباتِ على العقيدةِ شأنُهم = لـم يرهبوا من سطوةِ الأعداءِ
يا ( نـجــمُ ) تلقاهم أمامك إنَّهم = عاشوا جنودَ الشِّرعةِ السَّمحاءِ
والفضلُ يأبى غيرَهــم ، ولأنَّهم = أهـلُ السَّجايا البيضِ والعلياءِ
هــم مَن سَعوا في خدمةِ الناسِ الذين ... = ... رأوا بهــم وجهًــا لخيرِ ثناءِ
بمدارسِ التعليمِ بالأسواقِ في = حاجاتِ أهـلِ الضيقِ والبلواءِ
صدقوا فلم تلحقْ بهم ريبٌ ولم = تهتز سيرتُهم لدى الأحياءِ
الكلُّ يشهدُ للكرامِ فمــا شكى = منهم على أحــدٍ لسوءِ قضاءِ
وبها عُرِفْتَ أخي فذكرُكَ بينهم = من خيرةِ الأحبابِ والفضلاءِ
واليومَ تبكيك القلوبُ وإنَّما = يُبكَى الإخاءُ بعالَمِ الغرباءِ
واليومَ ندعو ليس ننسى إخوةً = في الراحلين ويا لطيب دعاءِ :
ها قد رحلتَ إلى الكريمِ وأنتَ في =ثوبِ الطهارةِ واليدِ البيضاءِ
قد عِشتَ نجمًا في السُمُوِّ وفي التُّقى=بانجمُ يابنَ الملَّةِ الغرَّاءِ
وكرهتَ لغوَ الناسِ في جلساتِهم=وَمَقَتَّ سوءَ الفعلِ والأهواءِ
أبشِرْ أخي فَرِضَا الإلهِ مثوبةٌ=تلقى جناها حُلوةَ الأفياءِ
في جنَّةٍ كانتْ لكلِّ مَن اهتدى=ودعا إلى التوحيدِ في الغبراءِ
قد عشتَ والإسلامُ نهجُكَ داعيا=رغمَ العتاةِ وجملةِ السفهاءِ
فاهنأ أخي برياضِ جنَّاتٍ هفا=أحلى النسيمِ إليكَ بالبشراءِ
أخْبِرْ بنيكَ وكلَّ صَحْبِكَ أنها=دارُ الخلودِ العذبةُ الأرجاءِ
وبإذنِ ربِّك فزتَ بالعفوِ الذي=لـم يُؤْتَ إلا للفتى العدَّاءِ
للدينِ للقيمِ الجليلةِ للهدى=وَلْيَطْمَئِنَّ الأهلُ في الأحياءِ
لاتجزعوا يا أهله هو مؤمنٌ=تَبقى محاسنُه لخيرِ ثناءِ
طوبى فنجمُ الدينِ والدُكم أتى=دارًا لأهلِ الدعوةِ الغراءِ
والحمدُ للـــــــهِ الذي أفضالُــــه=تأتي لأهلِ الصدقِ والسعداءِ
المالُ يفنى والليالي تنقضي=ويظلُّ كنزُ الرجعةِ العصماءِ
يُوصي بَنِيه جميعَهم طول المدى=بالبِرِّ والتقوى وصدقِ دعاءِ
والله أسألُ أن يسددَ سعيَهم=فلهم من المولى كريمُ رجاءِ