الناس تبحث عن سعادتها=" بماتشٍ " قد جرى
هي فرحةٌ أم سكرةٌ=أم بسمةٌ لنا عابرة
و ترى الكبير مع الصغير=مشجعاً و مؤازرا
و تري الغنيَّ مع الفقير=مصاحبا و مجاورا
فالرأي ممنوعٌ إذا=قد كان في غير الكرة
و الناس تنزل للشوارع=في المدينة و القري
و الناس في كل البيوت=أو النوادي ساهرة
أما القهاوي كم بها=جمعٌ هناك تجمهرا
و الكل يصرخ هاتفا=متحمساً متأثرا
نسِيَ الجميعُ همومهم=فاليوم عيدٌ للكرة
من ذا يحوز الكأسَ=في "ماتش" البطولة يا تري
من يا تري قد يبدأ=التهديفَ فيه مُبكرا
من يحرز الهدف الفريد=لكي يُري متبخترا
من ذا يسجل أولا=من ذا يسجل آخرا
فالفوز قد يأتي لمن=حسم الأمور مبكرا
و الكلُّ يسهر داعياً=و مهللاً و مكبرا
و ترى معلِّقَنا انبرى=مُتوتِّرا و مُوَتِّرا
و محللاً في دقةٍ=و مُفصلاً و محذِّرا
هذا سيرسل ضربةً=أرضيةً أو " أوفرا "
هذا يراوغُ أو يحاور=أو يمُرُّ مُغامرا
هذا يهاجمُ أو يدافعُ=أو سيقفز طائرا
و الكل يسهر ليله=متفاعلاً و مكبرا
و ترى الشوارع كم بها=رقصاً و صخباً ظاهرا
* * *=* * *
قالت أتفرحُ أنهم=فازوا بماتشٍ للكرة
و نسيتَ مَن خلف الحديد=هناك بات مُكدَّرا
و نسيتَ من ترك الديارَ=من العذاب مهاجرا
و نسيتَ مَن بالظلم بات=مُهدَّدا و مُحاصرا
و نسيتَ مَن هو في انتظار=الحكم يصدر جائرا
و نسيتَ مَن حَكَمُوا عليه=هناك حكماً فاجرا
و نسيتَ مَن يشكوا الغلاء=معانِياَ مُتحيرا
و نسيتَ أنَّ الظلم في=حكم البلاد تصدَّرا
و نسيتَ أُمَّاً ما رأت=ابناً و زوجاً أشهرا
و نسيتَ زوجا حلمها=رؤيا حبيبٍ في الكرى
و نسيتَ فسقا قد غدا=بجحا هناك مُجاهرا
إذ "بالحشيش أو الخمور"=ترى الغناء تفاخرا
و نسيتَ من في رزقه=قد حاربوه فصودِرا
و نسيتَ كم قتلوا لنا=ذاك الشباب الطاهرا
و نسيتَ مَن أَخفَوْه قسريا=و خاب مَن افترى
و نسيتَ أن شريفَنا=صار الغريب الصابرا
و نسيت أن وضيعَنا=صار القريب الماكرا
و نسيتَ أن قضاءنا=بالظلم صار متاجرا
و نسيتَ إعلاما به=بات الكذوب مفاخرا
و نسيتَ مِن شهدائنا=الحر البريء الطاهرا
* * *=* * ** * *=* * *
فخجلتُ من فرط العتاب=رجوتُها أن تعذُرا
و أجبتُها يا أختُ إن الهمَّ=صار مسيطرا
إني لأعلم فوق ما قلتِ=الكثيرَ و أكثرا
إني فرحتُ لفرحةٍ=للناس تأتي نادرا
هي ساعةُ فيها سرورٌ=مرَّ فيهم زائرا
لا بأس من لحظات فرح=قد أتانا عابرا
الكأس فرحتهم و لو=كان الشرابُ مُخدِّرا
بالكأس ننسي همَّنا=كأسُ البطولة أسكرا
* * *=* * *
يا رب فرِّج همَّنا=و نري الخراب مغادرا
مصر التي في خاطري=تحتاج كأساً آخرا
كأسَ الصلاح به الشريف=يُري بمصرَ مُقدَّرا
كأس الأمانة إذ نري=ذاك الخئونَ مُغادرا
كأساً لمن لم يخشَ إلا=اللهَ رباً قاهرا
كأسا لمن لِمشاعر=المظلوم صار مُقدِّرا
كأسا لمن بالحق دوما=دون خوف جاهَرَا
كأس النماء إذ الغذاء=نراه دوماً وُفِّرا
و المال يُحفظُ أو يُحاسبُ=مَن أضاع و أهدرا
كأساً لأخلاق الشباب=بها الفضائل ظاهرة
كأسَ المروءة إذ به= للجار نفتح معبرا
كأسَ استعادةِ مجدنا= مجدِ العصور الزاهرة
كأساً لعزتنا فلا مَن= قد يُطيع من افتري
أولي بمصرَ و شعبها=دوماً تكون الأكبرا
بسماحةٍ و تواصلٍ=تَطوي الكسورَ و تجبرا
تلك الكئوس إذا نفوز=بها بمصرَ و نُنصرا
نلقي السعادة يومها=حتما أجلَّ و أكبرا
مصر التي في خاطري=نرجوها دوما عامرة