«الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة».
حديث شريف
عاينت من مرِّ التجارب في يدي=ما كفَّ أحلامي وزان تجلدي
فلقد بلوت الناس حتى عفتهم=شأن العليم بما أسروا الأزهد
وخبرتهم في العسر أعقبه الغنى=وخبرتهم في جِدِّهم ولدى الدد
فزهدت فيهم زهد مثر واجد=وزهدت فيهم زهد عان مجهد
يلقاك أكثرهم بقلب خائن=يخفيه وجه الخائن المتودد
يدنو ببسمة خاتل ونفاقه=ينبيك عن طبع الغدور الأحقد
فضحته أخلاق الصغار وصاغر=من معدن عن كل فضل موصد
قفر من الحسنى وكل كريمة=ثمل من الحقد المعتق مزبد
وأد الفضائل في غياهب هونه=وزها بسوءات له لم توأد
أصفاده أوهامه ورغابه = ما يشتهيه من الحطام ويجتدي
عرَّى محياه الصغار فما له=فضل لعاف أو جداً لمشرد
وعدا عليه الشح فهو صفيه=طوراً يروح به وطوراً يغتدي
فضلوعه كهف لكل نقيصة=وفؤاده للعار تواق صدي
ألف الدنايا فاستطاب وخيمها=وسعى إليها سعي راض أسعد
فهي التي قد أسلمته لعاره=وجنوحه المتجدد المستعبد
* * *=* * *
أترانيَ المعذور في زهدي بهم=وسيوفهم في حقدها لم تغمد
الناس أهل الغدر إلا عصبة=كرمت وظلت بالمروءة تهتدي