حلّق بروحك في سما نيسان = وانظرهُ نظرة هائمٍ ولهانِ !
فهو الجديرُ بكلّ طرفٍ عاشقٍ = وهو الجدير بخفقة الشَّريان !
من غير نيسانٍ يموت سرورُنا = فهلُمّ وادخل روضة الأزمان !
نيسانُ في ذا الدّهرِ جنّةُ أرضنا = هو نعمة الخلاّق للإنسان !
هو آيةٌ تصف الجمال بكوننا = وتُذَكّرُ الإنسانَ بالرّحمن !
وتزيدُ شوق المؤمنين إلى العلا = من جنّة الفردوس والرّضوان !
هذا شذا نيسانَ فاح أريجه = فيه شفاءُ الصّدر من أدران !
فاملأ عروقك من نسيمٍ عاطرٍ = حمل الشّذا من نرجس الأوطان !
هيّا فمتّع ناظرَيك بخضرةٍ = مبثوثةٍ في السّهل والوديان !
وعلى الرّبا حللُ الرّبيع جديدة = لا ناسجٌ إلا يدُ المنّان !
حللٌ تزيّنها الورود زهيّة = قد زُوّدَت بعجائب الألوان !
حمرٌ وبيضٌ ثمّ أصفرُ فاقعٌ = والليلَكيّ وخضرة الرّيحان !
وغرائب الألوان أعيَتْ ريشةً = أن ترسم اللوحات في البستان !
سبحان من خلق الجمال بكونه = فهو الجميل وما له من ثان !
رفلتْ بنعماه الخلائقُ كلُّها = أين التفتّ فثَمَّ سِفرُ بيان !
في برّه , في بحره وفضائه = تجدُ الشّواهدَ حيّةَ العنوان !
أوَ ليس نيسان الجمال مسبّحاً = لله يُعلنُ سجدة الشّكران ؟!
هيا فشاركه بحلو قصيدةٍ = وارسم جمال الله في الأكوان !
أكرمْ بنيسانٍ وزاهي عهده = فلقد أضاء بمولد العدناني !
فجماله من حسن ذاك المصطفى = ما مثله نعمت به العينان !
أقبل على هذا الجمال مودّعاً = همّ الحياة وهاجس الشّيطان !
أقبل عليه بقلب عبّادٍ رأوا = أنّ التأمّل مرصد الإيمان !
واركب سفينك ثمّ خض في بحره = تلق العجائب صنعة الدّيان !
كلٌّ يُؤذّنُ للصّلاة لبارئٍ = سبحانه أعظمْ به من بان !
إنّ الحياة بظلّ نيسان السّنى = لهيَ النّعيمُ بعالم الإنسان !
قد غرّدَت فيه المنى وتراقصَت = نشوى تحَيي زينة الأكنان !
قمريّتي سجعتْ بأحلى نغمةٍ = في ظلّه فتملّكَتْ وجداني !
فيه بدَتْ نسرينُ بدراً نيراً = فتلألأت أضواؤها بجناني !
ذكراكِ يا نسرينُ ذكرى مولدٍ = لجمال هذا الكونِ في نيسان !!