في ذكرى يوم مولدي
وكان في 23- 4 -1931
إلى فلذات كبدي وخفقات قلبي وسعادة روحي ومعين ذهني
(محمّد ونسرين وإسلام ,وحفدتي جميعا , رعاكم الله ,وأسعدكم دنيا وآخرة
ووفقكم الله - تعالى - لما يحب ويرضى !!!
جاءتْ تُهَنّئُ بالأعوام أطـويـهـا يا لـيـتهـا مـُلـئـَتْ خيـراً وتـنـزيها
فالعمرُ يزكو بإيمانٍ وعــافــيــةٍ وفعلِ خيرٍ فلا شيءٌ يساويهـــــا
لا تحسبي هذه الأعــوامَ مُجـديةً أعمارُنا في سبيل الله نُحصيهــــا
ماذا بقي مِن سِنِيِّ العمر أُمـضيهـا في طاعةٍ كنتُ قبل اليومِ أُرْجيها ؟!
أكلّـمـا مـرّتِ الأيّامُ تـنـدُبـُهـــــــا؟ وهـل تعــود لـكَ الأيّامُ تـُرْبـيـهـــا ؟!
قد كنتَ في فُسحةٍ لو كنتَ تحفظها حتّى تـقـضَّـتْ فأنت اليومَ باكيهــا
أين الشّـبـابُ ؟ فـقـد ولّتْ بشاشتُهُ كما تـقـضّى مـن الأيـام زاهـيـهـا
قد كنتَ في زينة الدّنيا وبهجـتهـا قد كنتَ في روضةٍ تجني زواكيهـا
أيّامَ كـنـتَ مـعَ الأطـيار في مـَرَحٍ يُـشَـنـّفُ الـرّوحَ بالألحـان شاديـهــا
فكم عـلـوتَ إلى الآفـاقِ تـمـنحُهـا ذاك الشّذا من عـبـيـر الطّفـل تُهـديها ؟!
وكم شربت مع الأحباب خمرتَهم حتّى نسيت بذي الدّنيا عــواديـهــــا
ثمّ اعتلَوا في مراقي العلم في همَمٍ حتّى غدّوا مضربَ الأمثال ساميها
لكنّ أطـيـارَنا هـبـّتْ ريـاحـهُــــــمُ كلٌّ يـطـيـر كمـا الأقـدار تـُزجـيـها
هذا طـبـيـبٌ لـه روضٌ يـفـوحُ شذاً ذو هـمّةٍ ، وفـعـال الخـيـر يـبـغـيهـا
شهـمٌ كـريـمٌ سلـيـمُ الـقـلـب ذو بـصَرٍ بكلّ سانـحـةٍ تـخـفـى مـرامـيـهـــــــا
فــوفـّقِ الـلـهُ مـسعــاهُ بـلا كـــــَدَرٍ وامـنحـه عـافــيـةً تـبـقـى دواعـيهـا
وذي الحـبـيـبـةُ نسريــنٌ مـوَجِّهـةٌ رسَتْ سـفـيـنـتهـا ما شاء مـُرْسيهـا
كلٌّ يسـيـــــــرُ كمـا شاء الإلـهُ لـــهُ يا ربّ حـقـّقْ لـنسريــنٍ أمــانــيـهـــا
لو كنتُ أملكُ أمراً في مسيرتنا لكـنـتُ أُهــدي لهـا الـدّنـيــا وما فـيها
فأنتٍ يا وردةَ الطُّهرِ الشّذيّ سرى مـنـكِ الـعـبـيــرُ إلى الآفــاق يـطــويهـا
فعاد منها الشّذا يروي لنا خـبـَراً أنّ السّـمـاءَ تـُحَـيـّي مـَن يـُحَـيــيـهــــا
نسرينُ بين الورى رمزُ التّقى أبداً يجـزيـكِ ربـّيَ فـي الأخرى زواكـيها
وذاك إسـلامُ ما غـابـتْ مشاهـدُهُ عـن العــيـون وما غابـت معـانـيـهـــــا
وكيف تُنسى وقد جلّتْ وقد كرُمَتْ فأيـن مـنهـا فــعـالٌ لا تـدانـيـهــــــا ؟
فأنت إســـلامُ أسـتــاذُ الـتـّقى أبَدا غــرسـت في الجـيـل أخـلاقـاً نناجـيهـاً
فذِكْرُكَ الشّهْدُ في أفواه مَن سُئلـوا عن الشّهـامـة فـي أعــلى مـراقــيــهــــا
فأين غـبـتَ عـن الـفـتـيـان تمنحهم في ذي المـساجـد أضواءً نـُرَجّـيـهــــــا؟!
إن قيّدوك ففي الذّكرى لهم قبَسٌ يضيء آفــاقــهـــم حـتّى يـُجـَلـّيــهــــــا
أدعوك ربّيَ تفريجَ الكروب وأنْ تعـيـدَ للأمّـة الحـيــرى دراريــهــــــــا
والآن عوْدَاً لمَن قد جاء يمنحني حـلـوَ الأمـانـي وغـيـثـاً من غــواديها
يـجـزيكـمُ الـلـهُ يا أغــلى أحـبـّتـَنا خـيـر الجـزاء وجـنـّاتٍ نـنـاجــيـهــــا
هذي السّنونَ وقد جاءتْ بسَوْءتها فـهـل أُبـَلـّغُ أعــوامـــاً تــُوالــيـهــــــا ؟!
أدعــوك ربّيَ حُسْناً في خواتـمـهـــا وجـنّةَ الخُــلــْد فـي أعــلى مــراقــيهــــــا
****
محبّكم أبو محمّد صالح محمّد جرّار
وسوم: العدد 873