مهلاً أراك بليغُ الشعر تحْتشدُ = لوصفِ كونٍ سما أوصافَه الصَمدُ
اللهُ يمدحهُ في آية ٍنُسجتْ = باعظمِ المدح فاخْجلْ أيّها الحَشدُ
لن توجزَ الدهرَ من أوْصافِه صِفة ً= ولو لغات الورى جمعاً لك المَددُ
فردٌ من الخلقِ لم يُولدْ له كفُوءٌ = ولا النساءُ شبيها بعدهُ تَلدُ
بأجملِ الخَلْقِ موْصوْف ومتّصفٌ = وبالأمانةِ والأخلاقِ مُنفردُ
اضحتْ مناقبه من قبلِ مبعثه= للعالمين سِراجاً دام يتّقدُ
وجهٌ مضيءٌ تعالى والسما غَسقٌ = والخَلْقُ بدرٌ به والكونُ والأمدُ
إذا دناهُ عظيمٌ أو دنى مَلَكٌ = فمنْ مَهَابتهِ الأوْصالُ ترتَعدُ
له فمٌ من كلامِ الله منْطقه = وحْياً تجلّى إليه الحرْفُ والعددُ
أحيا النفوسَ بقرآن السما ورقى = بها من الرّق حتى كُسّر الصَفدُ
بغيرهِ الخلقُ لم تَأمنْ ولو صدقوا = ولا الفطاحلُ في آرائه زهَدوا
في ذاتهِ رحمةٌ من وسعِها وسعتْ = كلّ العبادِ وفيها الصفحُ منعقدُ
به الشجاعةُ لا بطشٌ وانْ بطشوا = ولا انتقامٌ ولا غدرٌ وانْ مَردوا
أختاره اللهُ نوراً يُستنار به = وقدوةً لعلوّ النفسِ تُستندُ
عاشَ الحياةَ وأحياهُ الردى أبداً= فالموتُ يُحيي لمن منه الحيا تلدُ
يُطهّر اللهُ أهل َالبيتِ همْ دمه = والذكرُ للدين والدنيا وهمْ عمدّ
هو الكمالُ إذا قيسَ الكمال به = فكيف ذاك العلى يسعى به جسدُ
هو المكارمُ حتّى يوم مسغَبَةٍ = وإذ يعوزُ على الأهلين يقتصدُ
كالوالدين حنونٌ كلّه كرمٌ = للمؤمنين وحصنٌ ما له بددُ
للمؤمنين صلاةُ المصطفى سكنٌ = به الشفاعة ُعند الله تُعتمدُ
اللهُ ارسلهُ للعالمين هدىً = يتلو عليهم كتاباً بالحيا يَعدُ
تكالبَ الشركُ في ايذاءهِ ظُلَماً= حتّى احاطت به الأوزارُ والشددُ
قومٌ قلوبهمُ صخرٌ بشركهمُ = والمعولُ الذكرُ والأصرارُ والجَلُدُ
كغابةٍ كانت الدنيا وهم هَمجٌ= حتّى إذا ولدتْ أنثى لهم وَئدوا
قد أوجدَ اللهُ منهم أمّةً بلغتْ = كلّ البقاع وما لم يبْلغ الرَعدُ
يا صاحب القبّة الخضراءِ شاهقة = عبرَالزمان مع الافلاكِ تتّحدُ
هذا المديح ُمن الأشواقِ منبعه = وفي الجوارح فاقبلْ حينما أفدُ
إليك جئتُ أبا الزهراءِ معتذراً = عمّا قدمت وعفواً حين اجتَهدُ