هذه عبرات شاعر مسلم في نفق الظلم والخذل والشتات الذي يحاصر امة العروبة والاسلام
تَهادَتْ بِنَا الأيّامُ سُودًا لَيالِياَ = وأمستْ حَوادي الرُّوح ثكلى بَواكِياَ
وعانتْ من الويلاتِ في كلِّ لحظةٍ = نفوسٌ رماها الغربُ بالظلم قاسياَ
فأضحى كلامُ القلبِ دمْعا مُرَقرِقا ً= وهذا نشيدُ الجُرحِ ينزفُ ناعياَ
وعُضِّي نيوبَ الدَّهرِ إنِّي لصابرٌ = مقيمٌ على الأشواك عُمْريَ راضياَ
ولن يسمعَ الأعداءُ منِّي تأوُّهاً= وإن كنتُ أقضي الّليلَ لله شاكياَ
وأخفي خلالَ الصَّدر والهمُّ طافحٌ = جراحا يَنِزُّ الآهُ منها سواقياَ
ألا ليت هذا الشِّعر يُسعف في الورى = ويروي إلى الأجيال ما قد جرى لِياَ
ولكنَّ قولَ الشعر يُلهبُ لوعتي = ويُذكي جمارَ الحزن في القلب ثانياَ
* * *=* * *
أأسلو وأرض الله تَمخُرُ في الوغى = ودين ٌيُجلُّ الله يَرسُفُ عانيا؟
أأسلو وهذا الكفرُ يُفرض عُنوة ً= ويُقسى على من قام لله داعيَا؟
أأسلو وشبلُ الضَّاد يَرطَنُ لاَحِنًا= ويُغريه أنَّ الرَّطنَ يَرفع عالياَ؟
أأسلو وجيلُ اليوم يجهلُ دينَه = ويغدو بمكرِ الغرب للفتك ضارياَ؟
ويُرمى إلى الإسفاف والفتك والخنا = ليبقى عديم النَّفع غِرًّا وخاوياَ
أأسلو وأمرُ العُرْبِ للغرب تابعٌ = وأمسى عن الإسلام والعزِّ نائيا؟
أأسلو ومُدْيُ الذَّبح تُشحذُ حولنا = وهذا ذبيحُ الغدر يلعب لاهيا؟
أأسلو وبنت الدِّين تُفضحُ في الدُّنا = فتبكي ولكن من يرقُّ لباكيهْ؟
أأسلو وصُلبانٌ تُقام بأرضنا = فتغوِي ببعض اللَّغو من كان غاويا؟
أأسلو وبغدادُ العريقة تشتكي = خِلافا وإخلافا وغدرا وغازياَ؟
أأسلو وسودانُ الشريعة رازحٌ = أتى الكفرُ يلوي اليومَ ما كان بانيا؟
أأسلو وصومالُ العروبة شاخبٌ= تَداعَى عليه الكفر فانهدَّ ذاويا؟
أأسلو وشيشانُ الأخوَّة في الهدى = طريحٌ يلوك الذلَّ في السرِّ شاقياَ
أأسلو وبَلقاني يُقَدُّ من الحمى = غدا في يمين الكفر والبؤس ثاويا؟
أأسلو وأفغاني تناثر شعبُه = قتيلا وخوَّاناً طريداً وطاوياَ؟
أأسلوا وسوريا المجد تسقط في الوغى = تَداعَى عليها الغدرُ من كلِّ ناحيه
أأسلو وبيتُ القدس ديسَ بخسَّةٍ= فأضحى جريح المَتْنِ في الأرض خالياَ؟
أأسلو وغزَّاءُ الشهادة حُوصرتْ = كأنَّ الرَّدى المسكوب لم يكُ شافيا؟
كأنَّ العِدى في الأهل خاب رِهانُهم = أذى خلطة الفُصفُور لم يكُ قاضياَ
أأسلو وليبيا العزِّ يُطعن عزُّها = بِنَوْكَى بني الأعراب طعناً مُغاليا؟
لقد بالغوا في الكيدِ والغلِّ والأذى = لقد أظهروا بالغدرِ ما كان خافياَ
أأسلو وأشياخُ الشريعة قد غدَوْا= لدى أمَّة الصُّهيون جيشا مُواليا؟
إذا لم يَعِ الأشياخُ حِبكة ناقمٍ = فقلْ يا رؤوس الجهل صبِّي البَلاوِيا
* * *=* * *
سَلَوْنا زمانَ النَّومِ واليوم أيقظتْ = طبولٌ لأهل الغلِّ من كان غافيَا
سبَابٌ لخير الخلقِ أدمى قلوبَنا = وذبحٌ لأهل الحقِّ قد صار عادياَ
ولكنْ إذا الويلاتُ حلَّت بدارِنا = صبرنا وكان الله عدلاً وكافياَ
وُعِدْنا بأنَّ النَّصر آت إذا طغوْا = فطوبى لمن يبقى شهيدا وحامياَ
ألا إنَّ عهد الله نصرُ بني الهُدى = فهل صار شعبُ الذِّكر للعهد ناسياَ
ومن أسلمَ الإخوانَ للظلم خاذلاً = سيغدو وبعد العارِ في الظلم هاويا