بحر الرجز
شُكراً كُرُونا قدْ تفضّلتَ على= قومٍ نَسُوا اللهَ فجاؤوا المُنكَرا
أتيتنا من كلّ حدبٍ حاجراً= تُحيي الفؤادَ بعد أنْ تَحجّرا
تأمُرُ بالعُرْفِ وتَنهى مُنكَراً= في زَمَنٍ باتَ الحليمُ حائرا
المالُ فيهِ صارَ كلَّ قبلةٍ= والدِّينُ عَيبٌ صارَ شيئاً يُزدرى
وذو الثّراءِ في النّعيمِ مُترَفٌ= وذو الكَفافِ عندَ قومٍ يُحقَرا
وذو عَمامةٍ خلا مِنْ عِظَةٍ= ومَسجدٌ للذّكرِ باتَ مُقفِرا
حتى الضّميرُ والقلوبُ أُشْرِبَتْ= حبُّ النّفاقِ والحرامُ يُشتَرى
الرّوحُ والأخلاقُ أمسَتْ عندَهُمْ= ضرْبٌ منَ الجُنونِ بلْ وأكثَرا
عُذراً كُرُونا قدْ حَسِبناكَ أذىً= حتى عَرَفناكَ فكنتَ الخَيّرا
علّمتَنا حُسْنَ الثّنا لخالقٍ= كَمْ مِنْ عبادٍ قلّما أنْ يَشكُرا
علّمتَنا مَعنى البلاءِ بعدَ أنْ= جاءَ الوَعيدُ مِنْ عَزيزٍ مُنذِرا
علّمتَنا كيفَ نَتوبُ مرّةً= لعلّنا بعدَ المَتابِ نُؤجَرا
كيفَ النّجاةُ مِنْ وباءٍ جائحٍ= وكلُّ شَيْ للسّوءِ قدْ تغيّرا
إذا خَشينا مِنْ حَقيرٍ لا يرى= فاللهُ أولى خَشيةً أنْ يُحْذَرا