عُروبتُنا صارت جميعا بلا معنى= و أوطانُنا في غُربةٍ دونما مأوى
إرادتُنا ضَعفٌ يضيعُ بضعفِهِ = و موتٌ يعمُّ الناسَ يعصفُهم عصفا
و مِن ضعفنا أنّا نُقاتلُ بعضَنا = و بُلدانُنا للحربِ ساحتُها المثلى
يقودُ رُعاةُ الحربِ جمعَ شعوبِنا = و ما أعجميٌّ للعروبة ما يهوى
يطولُ بنا ليلٌ يطالُ ظلامُهُ = مبادئَنا حتى نزخرفُها كذبا
لمَن يلجأُ المحتاجُ يُسمعُ سُؤلَهُ ؟ = لظلمٍ كطعمِ النّارِ يُشبعُهُ بلوى
فلا الأهلُ عند البأسِ يُسعِفُ بعضُهم = , على ضَنكٍ ,بعضًا وهم أدمنوا الشكوى
بخيبةِ آمالٍ نواسي جراحَنا = و كم مسعفٍ جرحًا نُحَمّلُهُ وزرا
مشاعِرُنا, أمالُنا ,صوتُنا صدى = كسيفٍ على الحيطانِ مِن ضعفِنا يصدا
ضمائرُنا قبرٌ بأرضٍ بعيدةٍ = حرورٍ بلا ماءٍ و لا أملٍ يُرجى
و أمجادُنا إن كان فيها بقيَّةٌ =بكاءٌ على الماضي و حاضِرُنا أخزى
إذا شاختِ الآسادُ بالت ثعالِبٌ = عليها و إن جاعتْ تمزِّقُها إربا
فما بلغَ العلياءَ غيرُ أشاجعٍ = يناديهمُ المجدُ الكريمُ إلى العليا
برأيِ الأعادي يستشيرُ ملوكُنا = و فينا من الآراءِ يوصِلُنا عزّا
ستغرقُ عجزا في الأثيرِ ظلالُنا = و طيفٌ بأوجاعِ الدّيارِ بكى الذكرى
اُنادي بأعلى ما استطعتُ عروبتي = وصوتيَ صمتٌ غرّبَ الّلفظَ و المعنى
على وجعٍ تحيا النفوسُ أبيّةً = تقاومُ ذُلاًّ لا يكلُّ ولا يفنى
هي الجمرُ أضنى البأسَ حرُّ صُمودٍها = إذا سُعِّرَتْ أمجادَها أحرقتْ ذُلاّ
بواقعِنا شرٌّ عنيدٌ مساءُهُ = توطَّنَ فينا لا يُداوى و قد أعيا
يُقاتلُنا سرّاً جهارًا بأرضِنا = حقودٌ علينا مِن مخالِبِهِ يخشى
و يسرقُ من نبعِ الكرامةِ ماءُهُ = ويعلمُ أنَّ النبعَ جارٍ فما يفنى
و يعلمُ أنَّ الأرضَ أرضُ حضارةٍ= لها السبقُ في كلِّ الحضاراتِ لا تبلى
لها الفضلُ في رسم الكلامِ ولفظهِ = كتابتُنا في الناسِ ظلّت هي الأولى
شجاعتنا رأيٌ سديدٌ وحكمةٌ = و سيفٌ يُعادينا لظلمٍ وما يأبى
بإسلامِنا قد حاربونا و ظنُّهُم = بأنّا قطيعٌ تائهٌ أخطأَ المرعى
بنا الناسُ تحيا لا بكُم في عدالةٍ = رعاعٌ تقودونَ الحميرَ مع البهما
و لستم سوى مَيْتٍ يزاورُ طيفُهُ = منامُ سقيمٍ صارعَ الوجعَ الأدنى
سترجعُ عزًّا كالسحابِ مطيرةً = قيادتُنا للمجدِ يومًا و لن تردى
سنُرجِعُ يومًا للكرامةِ صولةً = بها نحكمُ الدنيا ورايتُنا الأعلى