يقول المؤرخ الفرنسي جييف بعد قرنين من فتح القسطنطينية بعد أن ألف كتاباً عن السلطان محمد الفاتح وأهداه للويس الرابع عشر ملك فرنسا و أعظم ملوك أوروبا قائلاً له في مقدمةالكتاب :
إني كما أدعو أن يحفظ ملكنا لويس 14 فإني أدعو أيضاً ألا يُظهر في الأرض سلطاناً كمحمد الفاتح هذا الذي كان بلاءً على النصارى والنصرانية في أوروبا فينبغي لأهل فرنسا وأوروبا وجميع الممالك النصرانية أن يتمنوا ذلك وماأشبه الليلة بالبارحة
بعد حصار القسطنطينية دام أربعةٍ وخمسين يوماً من البر والبحر والأنفاق تحت البحر وتسيير السفن على اليابسة والمدافع العملاقةوالسلالم والأبراج المتحركة والإصرار والعزيمة والتخطيط والمباغتة والجسارة والقوة فتحت القسطنطينية
وكانت هناك بشائر قبل الفتح أضعفت الروح المعنوية عند البيزنطيين كخسوف القمر عندما كان بدراً وتحوله لهلال وهو شعار العثمانيين ومنها ظهور نورٍٍ أحمر على كنيسة أياصوفيا ومنها انكسار لوحة مريم العذراء أثناء جلبها لكنيسة أياصوفيا من أجل صلاةٍ وقداسٍ فيها ومنها انهمار المطر والثلوج لتضحي سيولاً آخرها كان الضَّباب الكثيف الذي لفَّها هذا من جهة لكن الأهم هو مافعله السلطان محمد الفاتح من خطط وحصار وعزيمةٍ وإصرار وتكتيكٍ وخدع فكان النصروالاندحار لأعظم ممالك النصرانية وسقطت أعظم كنيسة للنصارى أياصوفيا كان فتح القسطنطينية بتاريخ ٢٩ مايو١٤٥٣م ٢٠/٥/٨٥٧ه
:وبعد أن دخل إليها على فرسه توجه نحو جنده قائلاً :
ماشاء الله لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية فرحاً وبهجةً بتحقيق حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لَتُفْتَحَنَّ القسطنطينيةُ، و لِنعْمَ الأميرُ أميرُها، و لنعمَ الجيشُ ذلكَ الجيشُ) حديث صحيح المحدث:السيوطي المصدر:الجامع الصغير الجزء أو الصفحة:7209
فهنأهم بالنصر وأمرهم بالرفق ثم نزل عن فرسه وسجد لله شكراً له بعد أن وضع الرمل على رأسه تواضعاً بعد هذا النصر العظيم والفتح المبين وأمَّن الناس على أموالهم وكنائسهم ومعتقداتهم
فلله دره لله دره
الفاتحُ والقسطنطينية
أَبَرْقُ فَتْحٍ سَرَى بالنُّورِ تمهيــدا !؟ =أمِ الخُسُـوفُ لِـبَــدْرِ التَّمِّ توليدا!!
أمِ الهِلالُ شِعارُ الحقِّ معتكِفــاً !؟ =تلقــاهُ في قِمَّةِ العليـــاءِ مرصودا..
يَهُلُّ بالفألِ والبُشرى تُدغْدِغُهُ =يلــوحُ بالـنَّصْـرِ إيذاناً وتوكيــدا..
والقَطْرُ والجُندُ كالطُّوفــانِ مشهـدُهـا =بـيـزنطةُ الرُّومِ تجييشاً وتحشيدا
وحالُ قُدَّاسـهم ياشُؤْمَ ماشَهِـدوا ؟! =وقـيصـر الـرُّومِ فوق العرشِ تنهيدًا
والرُّعْبُ والخَوْفُ والإحباطُ مركبُهُم=بلهَ الضَّبابُ ليُضحي الكُلُّ مكدودا
والمدفَعُ القاهِرُ العِملاقُ يرجُمُهُم =أضحى الحِصارُ لكُلِّ القومِ تصفيدا..
* * *=* * *
بُشرى وأيَّةُ بُشرى ليس يحجبها=إلا الزَّمان الذي تلقاه معدودا
لابدَّ يأتي بنصرٍ سوف نشهدُهُ =لَـتُـفْـتَـحَـنَّ..ونِعـمَ المُبتغى عيـــدا
فتحٌ يـبُـزُّ فُـتُـوحَ الأرضِ قاطِبَـــةً=نِعمَ الأميـرُ ونِعمَ الجُنْـدُ تشييدا
والسَّــيِّـدُ القَــرْمُ عِملاقٌ بِخُطَّـتِـهِ =أعلى السَّنامَ سَنامَ العِــزِّ توطيدًا
إرادَةٌ تبلُغُ الجَوْزاءَ قَبضتها =وهِمَّةٌ تعتلي الآفاقَ تعضيدا
وحكمةٌ تجمع الأحداث في يده=ونظرةٌ تقرأُ الأبعادَ تجريدا
وقائدٌ يُبصِرُ التاريخَ في غده =للحزمُ والعزمُ والتَّصميمُ صنديدا
لايعرفُ الكَلَّ والإصرارُ ديدنه =ويصنع المجد للأجيال ممدودا
* * *=* * *
وصانعُ الفتح في التاريخ ملحمةٌ=تلقاهُ في الحرب كالبركان تهديدا
وفي المعارك برقٌ ، باللقاء ردىً=كأنَّما الجِنُّ أعواناً له صيدا
فالفلك تجري على الآكامِ مدهشةً=والبر والبحرُّ في الكفَّينِ معقودا
كأنَّما التَفَّ كالإعصارِ حولَهُمُ=واالنبضُ كالرَّعد للأعداء تبديدا
والعبقريَّة في التَّخطيطِ محكمةٌ=تمرَّس الحرب حتَّى باتَ مشدودا
وكل ساعة حربٍ تنجلي كُرَبٌ=وكلَّ يومٍ له الأعداءُ تسييدا
والحقُّ صبغتُهُ ، والهديُ شرعتهُ=والحلمُ شيمتهُ ، بالسِّلمِ محمودا
يانِعمَ قائدهُم والرُّشدُ سيرتُهُ=يانعم فرسانهُ الآساد تسديدا
فهمَّةُ الجندِ تعلو الخافقين فدىً=نحو الثُّريَّا مرام العزِّ مقصودا
* * *=* * *
عزائمٌ لاتني ،للحُسْنَيَيْنِ هوىً=والآي تتلى مع التَّكبير ترديدا
والنَّصر قابَ وذي الآفاق مشرقةٌ=والبشرُ والفألُ والرَّاياتُ توحيدا
ومسك قولي صلاةٌ والمقامُ هَوَىً=بشراه بشراه بالأمجاد موعودا
لتفتحنَّ بلى قد كان واحتفلت =كلُّ البلاد بهذا الفتح تمجيدا
ذكرى لنعبر في التارِّيخ تبصِرَةً=عسى تعودُ شُموسُ العزِّ تجديدا