رحلة الشعر إلى النهر
أقف الآن على العين(1) وفي العين بكاء
آه من هذا البكاء
جفت العين وما جف فؤاد يتلظى بعذابات المساء
غربت شمسي ولكن في رواء النهر رفت
أيها النهر خيالات النداء
هذه الحور(2) من الغار(3) صداها
يستبي قلبا معنى بالسناء
سيدي يحي (4) تجلى
فيك عشق ما له في وجدة الوجد انتهاء
سيدي يحى وما في الواحة الفيحاء من وحي شهي
آية ترقى سلاما فوق آفاق وضاء
شجر الصفصاف والتوت على النهر يغني
خضرة النخل وإشراق السماء
روعة الطين وعطر النهر والوجد وأنداء الرجاء
وارتجاف السمك القدسي في النهر وإبحار الصفاء
وائتلاق الموت في دائرة الخيل على أفق الدماء
مهجة التاريخ جار منتهاها لسموات الفداء
أيها النهر تفجر
كلما بالشعر يا نهر لمست الأمس فاض الأمس سحرا وعيونا
كلما طفت على النهر تنامت
في فؤادي رعشة الأمس هياما وشجونا
كلما آنست نورا يتلالا
فرحا في الغار أشرفت على السر وأدركت فنونا
كلما ألقي في صدري لهيب سحره السحر تألقت جنونا
ضاع ليلي في زمان المحل يأسا وظنونا
غير أن القلب ما زال على الوجد يناجي
ربة الشعربيانا ومتونا
مهبط الإشراق واللحن تساميت إذا الليل تدلى
ثم أسرى بالغناء
إنني في زمن الشعر تدليت وكذبت بإغراء الغثاء
فانتصر يا مهبط الشعر لقلبي إن قلبي مغرم بالإرتقاء
واهدني إني سئمت الليل في ليل العناء
منزل كان على عهد الصبا يورق ظلا وخيالات وماء
منزل أمسى خلاء
واستوى في رجعة العمر هباء
منزل إلهامه في القلب فيض وبه الشعر استضاء
أحسن القلب إلى الشعر وشعري ما أساء
1) العين، أو رأس الماء، أو منبع النهر الذي كان يجري في سيدي يحى من تحت شجر النخيل والتوت والصفصاف.
2) 3)غار الحوريات في سيدي يحى.
4) بالأمس كان سيدي يحى منبت الخصب والعطاء في وجدة، واليوم.....
وسوم: العدد 886