ياشامُ عاثَ بأرضِك الأشرارُ = وتنمَّرَ الختَّـارُ والجزَّارُ
وتطاولَ السفهاءُ في ربـعِ الهدى = وأبيحتِ الصَّبواتُ والأوتارُ
وعبادةُ الأوثانِ نهجُ فسادِهم = والمتعةُ الأخرى بــه والنَّـارُ
أهُم المجوسُ أم اليهودُ أم التقى = في دارِك الأوباشُ والفجارُ !
تبكي الحسينَ حشودُهم وهو الذي = منهم تبرَّأ والشجونُ تُثارُ !
هم قاتِلوه وقاتِلو أبنائِه = وهـم الجناةُ وتشهدُ الأمصارُ
أم أن دعوى حبِّه من تقيةٍ = ولعل دينَ مُحَمَّدٍ ينهارُ !!!
ورعاعُهم فقدوا العقولَ جهالةً = فهووا على أجسادِهم وأغاروا
لم يجلدوها بالسيوفِ وإنما = جَلَدَتْهُمُ الآثامُ والأوزارُ
أيامَ ما التمسوهُ ظنوا أنهم = هيهات يدركهم عمىً أو عـارُ
إذْ كنتُ أعجبُ كيف تُعبدُ قبلهم = بين الأنامِ حجارةٌ وتُزارُ
حتى رأيتُ حشودَهم وكأنها = كقطيعِ أنعامٍ عليه صَغارُ
هـم يلطمون وفي الوجوهِ قُتارُها = والوعيُ في سجنٍ لـه أسوارُ
باعوهُ للدجالِ إذ فقدوا الهدى = والعميُ لايدرون ما الأعمارُ !
عشقوه شادنَ حبِّهم وهو الذي = سيقودُ ممشاهم فبئسَ بوارُ
هم حاربوا ربَّ البرية عنوةً = وهُـمُ هُــمُ لكتابهِ كفارُ
هم يكرهون مُحَمَّدًا مع آله = ولديهمُ في ذا الأذى مضمارُ
فارجعْ إلى تاريخِ خستهم تجدْ = أحقادَهم تَبًّـا لها أظفارُ
أومـا رأيتَ عُتُوَّها ببلادِنا = ودليلُها المحتالُ والمكَّارُ
قتلوا الألوفَ وقد أباحوا دورَهم = واللصُّ منهم في يديه شعارُ
الرايةُ الحمقاءُ رفَّتْ بالأذى = قــمْ ياحسينُ فإنهم قد جاروا
والناسُ من بغي الذين تشيَّعوا = قد نالهم هذا الأذى الموَّارُ
يحدون باسمك سيِّدي زورا وقد = أغراهُمُ التغريرُ والإشعارُ
والله لو علموا مكانك في العلى = لأصابهم ممَّـا جنوا إبهارُ
قد أفسدوا أرض العراقِ يحثهم = أن يُقتلَ الأحرارُ والأبرارُ
وأتوا إلى شامِ الإباءِ يسوقهم = أن الشآمَ لحقدِهم مضمارُ
أما ذرى لبنان فافتحوا لهم = فيها طريقا كلُّه أخطارُ
وتحصنوا بغيًـا بضاحيةٍ شكت = أوجاعها منهم وعاثَ صِغارُ
أما هنا في حصننا اليمنيِّ يا = ويلَ الأسافلِ مالهم أعذارُ
صنعاءُ مقبرةُ الذين استهتروا = غليانُ ثورة عزِّهـا بتَّـارُ
إنْ غـامَ في الأرضِ المباركةِ الفدا = فلكلِّ نـومٍ ياجُناةُ نهــارُ
سنهبُّ فرسانا كما كنَّا وقد = تتذكرونَ إذِ الجحاجحُ ساروا
جئناكُـمُ نهدي العبادَ إلى الهدى = ونهدُّ ركنًـا ماله إعمارُ
كسراكُمُ ولَّى وولَّى بغيُه = وعوى عليه العاصفُ الموَّارُ
هيهاتَ تحيي المكرماتِ دويلةٌ = يبني قواعدَ حقدِهـا الفجَّارُ
جئتم إلى أقطارنا في غفلة = منا فهبَّت للفدا الأقطارُ
وهناك في شامِ الأشاوسِ دمَّرتْ = أحقادُكم ماشاده الأبرارُ
واليوم فيها تصنعون فضيحةً = خجلتْ لسوءِ مسارِها الأحرارُ
في الشامِ كوميديا لمسرحِ شيعةٍ = كفرتْ بدينٍ مالـه إنكارُ
عبثٌ ومهزلةٌ لمجلس آثمٍ = وكأنه بل إنـه استعمارُ
أين الذين سيحضرون فبئسَ مَن = لَهُـمُ الكراسي قُبحُهـا يُختارُ
عميٌ وصُـمٌّ هكذا بكمٌ وهـم = جاؤوا لأن رئيسهم سوَّارُ
يخشون سطوةَ مِلَّةِ ملعونة = مقبورُها المتوحشُ الـزَّآرُ
ندري تآمرَكم على إسلامنا = وعلى النهوضِ يزينُه استبشارُ
وعلى اتحادِكُمُ الوثيقِ مع اليهود = إليهمُ وإليكُمُ الإنذارُ
هي أمةُ الفاروقِ ماخابَ الرجا = فيها ولا خابت بها الأوطارُ
قد أنجبتْهُ وأنجبتْ أصحابه = جندَ النبيِّ وبخسأ الكفَّـارُ
آنَ الأوانُ لأمتي فَلْيَنْتظرْ = هذا الزمانُ وأهلُه الأحرارُ
هذي لياليها التي تشكو الأذى = هي مقمراتٌ فوحُهـا النُّوَّارُ
قد هزَّ جحفَلَها الذي عقد اللوا = في فجرِهـا تكبيرُهـا الهدَّارُ
والكونُ يُصغي للمصاحف رَتَّلَتْ = آياتِها في رحبِه الأسحارُ
والسُّنَّةُ الغرَّاءُ جاءَ بخيرِها = وجهُ البخاري اهلُهـا الأخيارُ
ورُواتُها الأبرارُ في السنن التي = زالتْ بفضلِ متونِهـا الأكدارُ
تُزجي دلالاتِ اليقينِ لعودةٍ = للدينِ حيثُ يعيدُه الأنصارُ
ياشامُ في قلبي حكاباتٌ وكم = قد أوجعتْهُ ولـم تَفِ الأشعارُ
ماكنت أهوى الشعر لولا أنني = أصغيتُ والبلوى لهـا إشعارُ
فكفرتُ بالنُّظُمِ الحديثةِ إنَّهـا = كذَّابةٌ مشؤومةٌ تمتارُ
في زيفِها تلك المؤامرةُ التي = بعُتُوِّها تُستَهدَفُ الأسفارُ
أسفارُ كلِّ الأنبياءِ ومَن أتـوا = نهجَ السماءِ وللسُمُوِّ اختاروا
الخطبُ قاسٍ ياشآمُ وقد قضى = بعُتُوِّه الشهداءُ والأطهارُ
لكنَّ وعدَ اللهِ لم يُخلفْ ولم = يخلدْ بصدرِ يقيننا إعسارُ
فاللهُ أكبرُ من طغاةِ زماننا = واللهُ آتٍ وعدُه القهارُ
فرعون والنمرود بئس ومثلُهم = بزماننا اجتثهُمُ الأقدارُ
كم خائن منهم تقاعس وانحنى = وهو الزعيمُ ووصفُه المغوارُ
ومنافقون له يصفقُ بعضُهم = والبعضُ هم في خِسَّةٍ أحبارُ !
أحبارُ أهلِ تحايلٍ وتملُّقٍ = وكبيرُهم لزعيمهم سمسارُ
دعها أخي في الشامِ تجري إنها = لسفينةٌ ترنو لها الأبصارُ
قد أبحرتْ والله يكلأُ سيرَها = وغــدا يُرَى ربانُها البحَّـارُ