الشاعر عمر أبو ريشة و الرئيس سعد الله الجابري
كان بين الشاعر الكبير عمر أبو ريشة و الرئيس سعد الله الجابري رحمهما الله جفاء طويل بعد انتقادات وجهها الشاعر للجابري و شاء القدر أن يتوفى الرئيس الجابري و هما في الجفاء و القطيعة وفي الذكرى الأولى لرحيل الرئيس الجابري رحمه الله 5 /نيسان 1948 أصرَّ آل الجابري أن يكون الشاعر عمر أبو ريشة أول المتكلمين في رثائه .. فأجابهم عمر : أريد أولًا أن أشاهد المنزل الذي كان يقطنه الفقيد قبل وفاته ؟.. فأجابوه : حبًّا و كرامة.. وتوجه أبو ريشة إلى المنزل وكان في شارع شكري القوتلي وعندما صعد إلى الطابق الثاني شاهد غرفة النوم و بها نافذة واحدة مطلة على الشارع أحد زجاجها مكسور وطبق من الكرتون يغطي نصف النافذة.. فقال أبو ريشة مستغربًا ومتعجبًا : هنا كان ينام رئيس وزراء سورية ؟.. فأجابوه : نعم.. فهو لم يقبض قرشًا واحدًا من الدولة لأنه كان يوقع في نهاية كل شهر على جدول الراتب ويطلب إلى مدير مكتبه أن يوزعه على المستخدمين .. وهنا انتفض عمر أبو ريشة وهزته هذه المأثرة الفريدة ورثاه في قصيدة عصماء تجاوزت السبعين بيتًا ، منها هذه الأبيات :
و بعد وفاته رحمه الله بعدة أعوام قرَّر الشعب السوري تكريم زعيمهم الفقيد بإطلاق اسم ساحة سعد الله الجابري على أكبر ساحة تتوسط مدينة حلب والتي أصبحت من معالمها المهمة .
رحم الله سعدًا و عمر أبو ريشة و كل الشرفاء السوريين الذين تبوَّؤوا العلياء بأعمالهم الجليلة و مناقبهم التي تحلو بذكرها مجالس الطيبين.
حدائق الضاد
وسوم: العدد887