بعض الرؤى
لعلها أجمل زياراتي لحمراء غرناطة، ذلك أني كنت وحيداً، وهو ما أتاح لي فرصة واسعة للتأمل والأناة والذكرى.
قالت لي الحمراء في يوم جميل ضاحكِ
والشمس كالحسن البهي على ترائب عاتك
والمسك تذروه الصَّبا والشوق غضاً مالكي
وبخافقي فرح كأفراح الصغار ملائكي
وأنا ألاقي ودها في خلوتي ومسالكي
ولدى أغاني جدول وعلى ظلال أرائك
وعلى جفون صبية تُصْمي بسهم فاتك
ومصائر الأيام في خلدي كنجوى الناسك
صبح يطل على الدنا من بعد ليل حالك
والناس هذا غالب يودي بآخر هالك
والسلم يعلو تارة ليكون بدء معارك
* * *
ما لي أراك تعود لي ما بين آونة وأخرى
فأجبتها عيناك إشراق وإيماء وذكرى
ووعود غيب قادم في طيه عبق وبشرى
قد قلن لي وأنا السؤول وهن بالأيام أدرى
الدهر يوم خيّر يقفو أخاه وكان شرا
وحطام بنيان هوى قد كان يوماً مشمخرا
والكر يعقبه الفرار وإن بعد الفر كرا
والموت ترب للحياة وكان ترب العسر يسرا
فاسمع عزيف بشارتي تأتيك ملء السمع جهرا
إن الأذان غداً سيعلو في ذرا الحمراء حرا
* * *
أغمضت عيني أو غفوت وفيَّ أشواق حسانْ
ولمحت مئذنة علت وبلال فيها والأذان
والناس في غرناطة نحو المساجد مهرجان
أحلمت؟ كلا ربما، بعض الرؤى حق عيان
غرناطة - الحمراء - جنة العريف - الجمعة - 30/12/1416هـ -17 /5/1996م.
# # #
وسوم: العدد 890