في سبيل الله كانت هجرة=عمّ فيها الحبّ بين الأتقياء
وجدوا أنصارَهم خير حِمىً= نزلوا لافيهم نزولَ الخلَصاء
ورسول الله لبى دعوة= من إله الكون غَوْثِ الحُنفاء
هاجر المختار والله له= خيرُ حامٍ من جيوش السّفهاء
سعد الصّديق في صحبته= لرسول الله تاج الأنبياء
ورأى من نصرة الله لهُ= ما رأى ، والله خير النّصراء
إيه يا يثربُ لو حدّثتنا= عن طلوع البدر في أفق قباء
كنتَ يا مختارُ ذيّاكَ السّنا= بدّد الظلماءَ في تلك الجِواء
ثمّ عمّ النّورُ آفاق الدّنا= ورأى العالمُ نور الحنفاء
عرفوا الإسلامَ ديناً بانياً= لصروح الحقّ والعيش الرّخاء
وبهذا الدّين عزّت أمة= وبهذا الدّين كان العظماء
* * *=* * *
ثمّ ضلّ القومُ من بعدهمُ= دبّت الفتنة فيهم والوباء
ذهبت ريحهمُ حتّى غدَوا= كغثاء السّيل أو مثل الهباء
فهمُ أُسْدٌ على بعضهمُ= وأمامَ الهُودِ مثل الخنفساء
عشقوا الذّلَّ فيا ويلهمُ= غُصبت أرضهمُ دون عناء
زال ما كان لهم من همّة= صار لايعنيهمُ إلاّ الغذاء
فهمُ الأنعامُ لا عقلَ لهم= يستبيح الذّئب منها ما يشاء
همجاً صاروا ولا دينَ لهم= ثمّ أعطوا للعدا أقوى ولاء
ها هوَ الأقصى يقاسي محنة= أين أهلوهُ يلبون النداء
أيلبّي من هواهُ للعدا ؟= أيلبّي مَن يعادي الحنفاء ؟
خسئوا ليس لهم مِن همّةٍ= تمنع الأعداءَ مِن شرّ اعتداء
غيرَ أنّ اللهَ ربّى عُصْبةً= حملوا الدّعوة ظلوا الأوفياء
في سبيل الله باعوا أنفساً= رفضت ذلاّ وسِلْمَ الضّعفاء
عاهدوا اللهَ على صدّ العِدا= عن حمى الإسلام ما كان ذِماء
فانصر اللهمّ جُندَ المصطفى= واسحقِ الأعداءَ يا باني السّماء