نشرت الأخت الشَّاعرة (غادة البدوي) على صفحتها مقالًا نثريًّا نقلَتْه بتصرف فيه الحديث عن
حالة الشَّعب السُّوريِّ وقد دهمه فيروس (كورونا) الفتَّاك، وهو وصف ينطبق على الكثير من
الدّول العربيَّة، فكانت هذه الأبيات:
كوفيدُ أقصِر ما الَّذي أغراكا=فغرزتَ فينا النَّابَ ما أقساكا؟
من قبلِ ما تأتي فقدنا حسَّنا=والشَّمَّ والتَّمييزَ والإدراكا
من قبلِ ما تأتي لقد ضاقتْ بنا=أنفاسُنا بل أُنهِكَتْ إنهاكا
من قبلِ ما تأتي تباعَد كلُّنا=عن كلِّنا يبغي الجميعُ فِكاكا
ما عاد في الأخِ رأفةٌ أو لهفةٌ=لأخيهِ حتَّى ترتمي برحاكا
كوفيدُ إنَّا قد تشتَّتَ شملُنا=في الأرض ينثر بيننا الأشواكا
لمْ يبرحِ الموْتُ الدِّيارَ وقد مشى=من قبلِ ما تأتي بنا ممْشاكا
والفقر في كلِّ الجيوب معشِّشٌ=لا يستطيع الشَّعبُ منه حِراكا
لا خبزَ لا مازوتَ لا ماءً ولا=أكلًا يُراود في الضَّنى الأحناكا
لا كهرباءَ ولا زهورَ تفوح في=أرجائِنا فتغازلُ الأفلاكا
والسُّقمُ في كلِّ النُّفوسِ ولا دوا=يَشفي ويُردي سُمَّه الفتَّاكا
أوَ ما سمعت بأنَّنا في زُهدِنا=بلْ في التَّوحُّد نشبه النُّساكا؟
أوَ ما سمِعتَ بأنَّنا في عيْشِنا=نفنى نُعارك في الحياة عِراكا؟
كوفيدُ ارحلْ من هنا ما ترتجي=من ميِّتٍ قد فارقَ الإدراكا