إنَّ البلادَ وأهلَها وسماءَها = والأرضَ سيِّدُهـا النَّبِيُّ مُحَمَّــدُ
بيَقِننا نغدو إليك ونحفدُ = وسواك لايُرجَى ولا هـو يُقصَدُ
وإذا ادلهمَّتْ غُـمَّــةٌ و مصيبةٌ = فبك القلوبُ إلهنــا تستنجدُ
أنت الرجاءُ وقد تفاقمَ خطبُنـا = في ذي الليالي والرزايا ترعدُ
قـد جيْءَ بالمكرِ الذي أشرارُه = أعداءُ ديـنٍ بالأذيَّـةِ أزبدوا
لايحفلون بحقِّ ذي حقٍّ ولا = إنْ هـم أساؤوا استرجعوا واسترشدوا
فقدوا مآثرَ ما وعَتْهَـا أنفسٌ = ماعندهـا قيـمٌ سمتْ أو سؤددُ
هـم مَنْ يُزوِّدُ بغعيَهم أسيادُهـم = إذ بالمكائدِ والدناءةِ زُوِّدُوا
هجروا كتابَ اللهِ وامتثلُوا لِمـا = قالَ العدوُّ لحربِنـا والأبعدُ
واللهُ يعلمُ أننـا لفسادِهم = وضلالِ أنفسِهم هنـا لا نشهدُ
في حيرةٍ عاشوا فليس ولاؤُهـم = يبدو لأمَّتِهم ولا يتأكدُ
أفكارُهـا شتًّى وسيرةُ بعضِهم = بكتابِ أهـلِ الموبقاتِ تُقَيَّدُ
ياويلهـم هذا اسمُه عَمروٌ وذا = زيد\ٌ وذاك مهنَّدٌ أو أحمدُ
وفِعالُهم آختْ فعائلَ مَن شقوا = سركيس أو ميشيل بئس المقصدُ
أين المروءةُ والرجولةُ ويحهم = أين الأباةُ الصِّيدُ لـم يُستَعبدوا !
أين الذين سَقَوْا بماءِ إخائِهم = ظمأى الورى يومًـا ونعمَ الموردٌُ
هـاهـم رضوا تَبَعِيَّةً مأفونةً = أسواؤُهـا بين الورى تتعددُ
ونأوا عن الشَّرفِ الرفيعِ وأدبروا = إذْ جلَّـهـم للمفسدين مؤيدُ
غرَّتهم الدنيا وقادهم الهوى = فمن الفضائلِ والمحامدِ جُـرِّدُوا
وعن الرعونةِ والسَّفاهةِ والهوى = لـم يجفلوا أبـدًا ولمَّـا يبعدُوا
ولأهلِها أهلِ الحداثةِ والفجورِ . = . تقربوا بسلوكِهم و تودَّدُوا
ركنوا إلى وسواسِ شيطانٍ لهم = فأثـارَ نـارًا شرُّهـا لايخمدُ
ما خافَ عاقبةَ الفسادِ فلم يجــدْ = إلا التَّبــارَ بوجهه يتوقدُ
هو موطن الفتن القبيحةِ إذ عوى = ولسانُ كيدٍ للخداعِ يُنَضَّدُ
لاتسألوه عن النهايةِ إنَّـه = في أُذْنِـه وَقْـرٌ ، ويخبرُه الغدُ !!!
لـم ينــجُ ذو الأسواءِ من صفعِ القضـا = أمَّـا الخؤونُ فحشدُه يتبددُ
في قبضةِ الدَّيَّـان كلُّ ضجيجِهم = فَلْيَمْكُرُوا بشعوبنا و لْيُفْسِدُوا
من حيثُ لايُرجَى تَسَاقُطُ سقفِهم = يأتي السقوطُ عليهمُ ويبددُ
ربِّـي يُدبرُهـا وكلُّ مكيدةٍ = منهم وليُّ لئــامهـا لايصمدُ
والنَّيلُ من قيمِ الشعوبِ سفاهةٌ = تُطوَى ويبقى للشعوبِ السؤددُ
خسئوا فغيرُ اللهِ في أقطارِنا = مهما تطاولَ غيُّهـم لايُعبَدُ
تعني البلادةُ في الطغاةِ تَعَنُّتًـا = وهو النتيجةُ قد عناهـا المرصدُ
هـم أفلسوا فالقولُ بات كماترى = مثلَ السرابِ طوى رؤاهُ الفدفدُ
رنَّـاتُ ثرثرةٍ تثيرُ لدى الذي = يصفي إليها حسرةٌ لاتنفدُ
قـل للذين تنكروا لأُصولهم = إن كان أصلُهم الموثَّـقُ يشهدٌ