الطيف والشاعر

محمد فريد الرياحي
mohammadfaridarriahi@gmail.com

قال لي الطيف وكان الليل جمرا

أيها الشاعر هذي ليلة العمر تجلت

فاستبقها فارسا في وثبة من

صبحك الداني على رائعة من

جلوة الشعر وإسراء المعاني

إن ما في ليلك الغامر من بيض الأماني

دفقة من زمن الصحوة في إشراقك المفتون بالعشق فلا تبغ الذي

فات إذا سافرت فيما لاح من سحر البيان

بين إلهام تولى عنك إغراء وإلهام تبدى

لك إسراء وأنت الآمر الناهي على صهوة أحلامك تتلو

آية الفتح الذي أمسيت فيه

أيها الشاعر إن ترحل إلى ليلتك المثلى تفز بالتشتهيه

أيها الشاعر من غر الأغاني

كيف تبغي رؤية المحل وأسرارا من الرؤيا تسامت

لك من روح الجنان

أيها الشاعر لا ردة بعد اليوم لا طلعة للحور الغواني

من غوايات غواياتك في زهر المغاني

أيها الشاعر فارحل للذي فيك من السر المعلى

أيها الشاعر هذي ليلة العمر تجلت

بعد أن كانت تولت

فاقتبسها بين ما أوحت لك الحسنى به من

دفقة الشعر وأسحار المقامات الدواني

قلت للطيف وكان الليل دهرا

كنت في إشراق ذاتي أتماهى

أتباهى

بالذي في الذات ذاتي

من تراتيل تراءت بين إيقاع ولحن

في سماوات من الوحي المواتي

كنت أجري لهيام كان في ليلي جنونا يتلهى

بصبابات من العمر المعنى

بين ماض من غواياتي وآت

كنت بين البدء والبدء على ضوء الخفايا أتشهى

دفقة السر من الأرض الموات

كنت في دوامة الكل أعاني

من عيون كن سربا من خيالات أراها

ما لهذا الحزن لا يهجر ذاتي

في طلوعي قمرا من ضحوة العمر بهيا

كلما أسلمت ذاتي

لسناء من جهاتي

جاءني الهم نذيرا منه يعلو

ليلتي في لحظة الكشف ويحصي جلواتي

كنت في صحو يقيني

أتدلى من عيون تستبيني

كنت في الحزن سرابا

كنت في اللحن يبابا

كنت في الحزن وفي اللحن عبابا

قال لي الطيف وكان الليل جمرا

أيها الشاعر بالحزن وباللون وباللحن يكون الليل في أنبائك الحرى حضورا

للذي فيك من الكشف فغامر في زماناتك بحرا

والتمس من جلوة الإلهام سرا

ان ما بين بداياتك في الليل وأشواقك في الحضرة من إشراقك الممدود يجري

لهيام أنت فيه الشاعر المسكون بالعشق عمرا

فتدفق في مقاماتك شعرا

إن في أنبائك الخضر لأمرا

فاستبق أمرك حرا

واقتبس من ليلك الموزون فجرا

وسوم: العدد 895