أما النجاةُ فشأنُها متفرِّدٌ = وأتى بها للعالمين مُحَمَّدُ
العلجُ يرعدُ والبطانةُ تزبدُ = والشَّرُّ من جوفِ العلوجِ يُهددُ
لم يُرْجَ منكم يابغاةُ لخيرِنا = يومٌ هدوءُ صباحِه متوردُ
كلا ولم تُعقَدْ لديكم رايةٌ = فيها لخيرِ العالمينَ تَوَدُّدُ
المكرُ شغلُكُمُ ومن حكمائكم = أهلِ الضلالِ فنونُه تتعددُ
هدَّدْتم الدنيا بأسلحةٍ لكم = فيها دمارٌ للأنامِ مُسدَّدُ
لولا ضراوتُها لما أرغى على = أهلِ المآثرِ شرُّها لايخمدُ
فهي المدافعُ والصَّواريخُ التي = للناس تقتلُ مَن تشاءُ وتحصدُ
وهي القنابل مثقلاتٍ باللظى = من نارِها وجهُ المدى يستنجدُ
لستم وربِّ الخَلْقِ من أهلِ الحِجى = ففعالُكم عن نورها هي أبعدُ
والعلجُ ظنَّ بأنَّه هو قادرٌ = والناس منه إذا عوى لاترقدُ
يخشون فرعون الزمانِ وإنَّه = يفنى ومن زيف القُوى يتجرَّدُ
والأرض ملكُ الله ، والقدرُ الذي = يأتي عليكم للمخازي يرصدُ
في قبضةِ الديَّانِ أنتم فارعووا = أو فانهضوا للخسفِ يحملُه الغَدُ
أيقنْ أخا الإسلامِ لن يقوى على = هدمِ اليقينِ بذي القلوبِ معربدُ
خسئووا وربِّك إنَّ ربَّكَ حافظٌ = للدِّينِ ، للقومِ الكرامِ قد اهتدوا
لن يترك الرحمنُ أُمَّةَ أحمد = بيد الأسافلِ تضمحلُ وتُبعَدُ
قُلها ولا تخشَ العدوَّ فإنَّه = يهوي وليس على القضاءِ سيصمدُ
واقرأ من القصص التي لمَّا تزلْ = بكتابِ ربِّك للهُداةِ تُزَوِّدُ
قد أهلكَ الديَّانُ من أممٍ غوت = وبغتْ وهانَ على بنيها المحتِدُ
ما آمنوا باللهِ يومَ استكبروا = مثل الجناةِ بعصرِنا إذ عربدوا
قلْها ولا تقلقْ فلن تقوى القُوى = وجحيمُها إن شاءَ ربُّك تخمدُ
والَّلهِ لن نخشى المنايا إن دنتْ = فاللهُ مولانا لديه السؤددُ
لكنْ نرى ذعرًا لدى أهلِ المناصب . = . فانثنوا واستسلموا و ترددوا
لُعِنتْ مناصبُهم إذا ما أذعنتْ = لأولي الهوى وعلى الحنيفِ تمردوا
ونسوا بأنَّ اللهَ ينصرُ أُمَّةً = حكامُها بهدى الرسولِ تقيَّدوا
يا أُمَّةً شردتْ ولمَّا تستجبْ = لنداءِ مولاها فغامَ المقصدُ
إنَّ الأذيَّةَ في بنيها أحرقتْ = أكبادَهم والوهْنُ ماءٌ يُورَدُ
فأثابَهم غمًّا ، وداخوا عندما = هجروا مصاحفَهم ولم يتزودوا
قلها ولا يَفْتِنْكَ قولُ مُضَعْضَعٍ = هدَّتْ عزيمتَه النساءُ الخُرَّدُ
أو لانَ للكرسي البغيضِ لأنَّ مَنْ = رضي الهوى لايرتضيه مهنَّدُ
فالحكمُ بالمعنى الصحيح قيادةٌ = وأُبوَّةٌ وشجاعةٌ وتجلُّدُ
ومروءةٌ تأبى الخنوعَ لقوةٍ = ملعونةٍ فَسُيوفُها لاتخمدُ
قلْ للطغاةِ طريقُكم أفضى إلى = هذا التبارِ وسعيُه لايُحمَدُ