انّا نثاب على غمٍّ نُصابُ به .. إن غالَ مهجتنا لدغ الثّعابينِ
انا نعود الى ربٍّ يُبصِّرنا .. لِمَ العناءُ اذًا خلف التَّخامينِ
ضيّعتُ في سفري كلَّ العناوينِ =قد صرت ُمُغتربا في القُرْبِ والبينِ
ارضُ الحياة غدَتْ جرداء قاحلةً = كلُّ الشُّهور بدَتْ عطشى كتشرينِ
غارت عزائمُنا في شقِّ مُعضلة ٍ= لا شيئ في زمن الأوهام يعنيني
ما كنت احسبُ انّ السّمتَ مصيدة ٌ= والحسنَ ليس سوى وهم ٌمن العينِ
ما كنت اعلم انّ العفّة انتحرتْ = والصّدق عند بني الإيمان يُرديني
يا واعظا ذرفت قُحْلُ العيون به=روّى النفوس هدىً من منبر الدِّينِ
علّمتَ مجتمعا فن السُّموِّ وما = علّمت ثاوية تحت الجناحينِ
غُرَّ البريئ بها فانبتَّ في كدَرٍ =أرداه موقفه في العار والشِّينِ
ورّطتني ورطة الله يعلمها = أقسى وأبشع من حزِّ الشرايينِ
أوردتني درَكا غيِض الأمان ُبه = ضرُّ الشعور به طعنُ السّكاكين
أوجعتني وجعا الموت أهونُه = فالقبر يسترني والموت يُحييني
أطفو وارسبُ في اعماء أخيِلة ٍ= مثل الشقيِّ جرى حول الطّواحينِ
فالعقل منهمكٌ يرمي قواه سدى =والصّدر محتدمٌ مثل البراكينِ
أرى الوجود غدا قوسا موتَّرة = بالصّدِّ والكلم المسموم يرميني
ماذا جنيتُ على ظهر الوجود فذا = سِقْطُ المتاع من الأنذال يؤذيني
لولا بصيصُ هدى يسلو الفؤاد به = لارتدّ كاهلنا للماء والطِّينِ
فالذّكر يمنحني حِضْنا ألوذ به = ذكرُ الحساب غدا في الهمِّ يُنسيني
ذكرُ الرّحيم لنا انس ٌومكرمة = يجلو الفؤاد ُبه نزغَ الشياطينِ
ربَّاه ما قرِمت نفسي لفانية ٍ= لا المال يُطمِعُني لا الحسن يغريني
رُمت ُالتُّقاة كما سنّ النّبي لنا = فانسقتُ مُغتبطا خلف المساكينِ
قد تِهتُ في نفقٍ ساد الظّلام به = ما عدت اعلم كيف الطَّعن يأتيني
الله سائلنا عما نحيطُ به = والله حذَّرنا من شرِّ تخمينِ
أوصى العليم بأن نرضى اليقين وأن = نسعى لغايتنا بالرفق واللِّينِ
فان همو كذبوا فالله يأجرني = وإن همو صدقوا فالله يكفيني
كم صالحٍ فتكت هوجُ الظُّنون به = كم عُيِّرتْ مُهجٌ شمُّ العرانينِ