فلسطينُ تأبى انحناءَ الإباءْ = وتأبى المهانةَ أو أن تُساءْ
وتأبى احتماءً بظلِّ الهوان = فباللهِ في العيشِ طابَ احتماءْ
تمرُ الليالي وفي قدســنا = دويُّ القلوبِ وصوتُ الفداءْ
ولم يرضَ مسجدُها أن يُداس = بأقدامِ قومٍ أتــوا للفناءْ !
فموعدُ إهلاكهِم لن يطول = فقد آنَ ياقومُ حكمُ القضــاءْ
فصحوةُ أمتِنا من رقود = ستجعلُ زهوَ اليهودِ هبــاءْ
وســوق التنابذِ سوقٌ مهين = ومنه الأباة ومنهم بــراءْ
لـحى اللهُ مَن لم يكن مؤمنا = بوعدِ النَّبيِّ الموثَّقِ جــاءْ
سيختبئُ المجرمون الجناة = وراءَ الحجارةِ يوم اللقاءْ
أيُنْكَرُ ضوءٌ لشمسِ النهار ؟ = فدعوى الأباطيل في هـؤلاءْ
فدهم يخوضوا بوحلِ التَّبار = فليس لمشوارِهم من رجــاءْ
فبين يديهم ذهول السراب = وقـد كــلَّ خطــوٌ بغيرِ اهتداءْ
وجاؤوا لفيفا ليوم بــه = تُغلُّ الأيادي بقيدِ الشقاءْ
حديثٌ تجلَّى بوحي السماء = فليس بِلَغْوٍ أتى أو هُــراءْ
مواثيقُـه في كريم المتون = وإرثِ الأفاضلِ والأتقياءْ
بدائعُـه من جلالِ السَّناء = ومن أَثَــرِ الفضلِ للأنبياءْ
وقد أومضَ الحـقُّ رغم الظلام = وهلَّتْ بشائرُ ربِّ السماءْ
ستفنى حشودُ الضلالِ التي = أذاقت ربانا مريرَ العنــاءْ
وتُطوَى صحائفُ أهلِ الفجور = وتُركَلُ بئسَ صنوجُ الغناءْ
لــكِ المجدُ يا أمتي فارفعي = بدينِ المهيمنِ أغلى لواءْ
ضميرُ شعوب الكرام الأباة = يمــجُ فعائلَ أهلِ الغبــاءْ
وهيهات تُذعنُ روحُ الشعوب = لكيدِ الطغاةِ بأيِّ ولاءْ
شعوبٌ بـوادٍ على دينهــا = يعيشون رغم الأسى والبلاءْ
وأمَّــا أولئك فانظرْ إلى = يبابٍ امتهانٍ و وجــهِ ازدراءْ
وأمـا العزاء لتلك الشعوب = فحبُّ الإلــه لهـــا والثَّنــاءْ
ستُفْرَجُ مهمـا ادلهمَ الظلام = وعربدَ باللؤمِ أهــلُ الدهاءْ
فَسَبِّحْ بحمدِ الإلـهِ العزيز = وكبِّــرْهُ صبحًـا أتى أو مساءْ
وأيقِنْ بفتحٍ قريب الخطى = ولا يرهبنَّكَ هذا العــواءْ