أدمَتْ محيَّـاهـا يدُ النكباتِ = وضراوةِ الأعداءِ في الهجماتِ
فغدتْ مغانيهـا يبابًـا بلقعًـا = طفحتْ من الآهـاتِ والزَّفراتِ
ولبهجـةِ الجنَّـاتِ يومَ تنكَّرتْ = حقبُ الزمانِ فَلَسْنَ بالنَّضِراتِ
أخـوتْ مرابعُها وجفَّ ربيعُهـا = وتناثر المجنيُّ في الطرقاتِ
ولقد تغشَّتْ بالسَّوادِ رحابُها = وخلت من الرحماتِ والدعواتِ
هي أُمَّتي لـم يبقَ غيرُ نحيبِها = تبكي على مَن ضـلَّ في الفلواتِ
أبناؤُهـا الصِّيدُ الكرامٌ وما رُؤُوا = كالأسدِ يوم الروعِ في السَّاحاتِ
غابوا فأين لواؤُهـم و ركابُهم = والسِّيرةُ الحسناءُ في الصَّفحاتِ !
كانوا إذا مـا كبَّرتْ أفواجُهم = يأتي العدوَّ الرعبُ في الغدواتِ
هي أمَّتي صدَّتْ عن القيـم التي = ألفى بها الإسلامُ طَوْقَ نجــاةِ
ونأت عن النهجِ القويمِ ومـا رعتْ = ماجاءَ أمَّتَنـا من الآياتٍ
واستسلمتْ لعدوِّهـا ، ولوهنِها = هانت لديهـا كثرةُ الزَّلاتِ
قد ضـرَّهـا ما أكرمَتْهُ من الهوى = ومن الفجورِ السَّيئِ الرغباتِ
أرأيتَها وقد احتفتْ بفسادهم = وبكلِّ ما في الإثـمِ من جيفاتِ
أمَّـا النجومُ ففاسقٌ ومهرِّجٌ = وخدينُ خمرِ أو جليسُ غُــواةِ
واسأل عن الأبطالِ في أفلامهم = يأكُلْ فؤادَك عاصفُ الحسراتِ
أبطالُ أمتنا الذين تسنَّموا = صدرَ المكانةِ هـم جموعُ عُصـــاةِ
هـم صانعوا هذا الفسادِ وإنَّهـم = أهـلُ النفوذِ اليومَ والصَّولاتِ
لـم تـدرِ مَن باع المقدسَ واشترى = هذا الرخيصَ فجاءَ بالنكباتِ
لـم يخفَ عن عين البصير تَوَلُّـعٌ = بالزيفِ والتدليسِ والشبهاتِ
والحكمةُ المُثلى لدى أبنائـها = اسكتْ وَغُضِّ الطرفَ عن شطحـاتِ
صَدَقَ الحبيبُ المصطفى فحديثُه = قـد جاءَ يفضحُ هذه الضَّجَّـاتِ
الوهن والحبُّ البغيض لزهرة الدنيا . = .وما في الشَّرحِ من كذباتِ
وهو الهوى والضَّعفُ في تقديرهم = وسرابُ ما في العيشِ من شهواتِ
وكراهةُ اليوم الذي نلقى بـه = وجـهَ الإلـه بتلكم السَّاعاتِ
هذي المعاني لاتروقُ لفاسقٍ = قـد لـجَّ في الآثامِ
وأشاحَ وجهًا عن مآثرِ شرعةٍ = ترقى بأمتنا على درجاتِ
قُدُمًـا إلى قِممِ المعالي حثَّهـا = بذلُ من الأموالِ والمهجاتِ
فاستفتهم ماذا جَنَوا من فسقهم = وفسادهـم فاعْددْ من السَّنواتِ
فإلى متى هذا الخنوعُ لشهوةٍ = ولعلهـا من أقربِ الغاياتِ
وإلى متى هذا الخضوع لمَن طغوا = والذلُّ في الأيامِ للجبهاتٍِ !
يا أمتي فاستيقظي وتنبهي = وتجردي من لوثة الهفواتِ
ودعي تفاهاتِ الذين استمرؤوا = أن يمكثوا في ذلِّهم وشتاتِ
سفهاء لايرجون حُسنَ لقائه = ورضوا من الدنيا ببعضِ فُتاتِ
وقدِ اطمأنُّوا للحياةِ وإنَّمـا = جُرُّوا بناصيةٍ إلى الهَلَكاتِ
الغافلون وللمنايا ساعةٌ = لم تُبقِ للإنسانِ من رغباتِ
أٌوبي إلى الديَّانِ ربِّـك يومَها = تَنْجَيْ وربي من دجى الغفلاتِ
لـكِ رايــةٌ رفَّت بكلِّ فضيلةٍ = فدعي رفيفَ الزيف في الراياتِ