( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) 40/ النور .
ألا يا أيُّها الكفَّارُ ثوبوا = فَمَن يأبى فمأواه الجحيمُ
ألا يا أيُّها الخِبُّ اللئيمُ = ويامَن ساقكَ العقلُ السَّقيمُ
أتكفُرُ بالإلهِ وأنتَ عبدٌ = حقيرٌ ليس تنفعُك العلومُ
فعلمٌ لايقودُ المرءَ إلا = لإلحادٍ فصاحبُه ذميمُ
وهل تُجدي المعارفُ إن سفتْها = رياحُ الكفرِ صاحبُها مَلومُ
فتَبًّا ياغبيُّ فقدْتَ وعيًا = ينيرُ دروبَه الدينُ القويمُ
تحاربُ شِرعةَ الرحمنِ عمدًا = ونهجُك في مراوغةٍ سقيمُ
يرى في الدينِ خيرًا مَن تروَّى = ومَن في صدرِه قلبٌ سليمُ
وليس لفاسقٍ وقحٍ تمادى = مع الأهواءِ نزوتُه تُقيمُ
سِوى الخسرانِ في الدنيا وتفنى = ليالي العمرِ والصَّوتُ الرخيمُ
خسئتَ فأنتَ أفَّاكٌ أثيمٌ = وأنتَ القُبحُ حين تقعدُ أو تقومُ
تصرُّ على فسادِك مطمئنًا = كأنَّك في أمانٍ يالئيمُ
جزاؤُك هاهنا مقتٌ وكُرهٌ = فنفْسُ الخِبِّ تقذفُها الرجومُ
فيالكَ من سفيهٍ ماتثنَّى = سوى بالإثمِ يأباه الحليمُ
تهرولُ خلفَ أوساخِ الدنايا = وتلهثُ كالكلابِ لِمَا ترومُ
ومالُك لم يفدْكَ بفعلِ خيرٍ = فإنَّك ( جِلْدَةٌ ) وبها تحومُ
فأنتَ ومَن كفعلكَ باتَ يحثو = من الآثامِ يابئسَ النَّديمُ
عداوتُكم لدين اللهِ حُمقٌ = وشأنُ عدوِّه شأنٌ وخيمُ
رضيتم باعوجاجِ الأمرِ حتى = تَغَشَّاكم به الليلُ البهيمُ
فما نلتُم خلودًا في حياةٍ = ولا أنجى الصراطُ المستقيمُ
فكنتم في جهنَّمَ يومَ حشرٍ = وقودًا حيثُ تلتهبُ الجسومُ
أما هزَّتْكُمُ الأيامُ تروي = لكم قصصًا وقد عفتِ الرُّسومُ
فكم من كافرٍ أغراهُ زيفٌ = وجثتُه وزخرفه رميمُ
وكم من فاجرٍ أمضى الليالي = ومنظرُه بحانته وسيمُ
فألفى عاقباتِ الفسقِ قبرا = به واللهِ مرقدُه دميمُ
وكم من أمَّةٍ كفرتْ فبادت = وشأنُ هلاكها شأنٌ عظيمُ
ألا بالكفرِ لايبقى هناءٌ = ولا تُرجَى الشفاعةُ والنَّعيمُ