(1) القتاد : الشجر ذو الشوك .
(2) لحا : لعنَ ، وقبَّح ، وأهلك .
والصِّعاد : الرماح .
الوحيُ جاءَ نذيرُه للعادي=ذي البغيِ والإجرامِ والإفسادِ
و } لَنُهلِكَنَّ الظَّالمين { بظلمِهم=ناموسُ ربِّكَ كانَ بالمرصادِ
خسئَ الذين تطاولوا بتَسَلُّطٍ=وخيانةٍ و سفاهةٍ و عنادِ
إنْ قالها الغازي أصاخوا حولَه=متهافتين تهافتَ الأولادِ
حَلواهُمُ تغري !! فكلُّ مرارةٍ=لشعوبِهم من بعدِها و قتادِ (1)
قال العدوُّ لهم . فأصغوا رُكَّعًا :=أَوَلَستُمُ ترضون بالأصفادِ ؟!
قالوا : بلى . نرضى ونقبلُ ، مالَنا=إلا الرضا بتسلُّطِ الأوغادِ
بعنا الإباءَ اليعربيْ ، وتصحَّرتْ=دنيا هُويَّتِنا بلا أبعادِ !!
قالوا ؟ وهل يدرون ؟ أم لا . آهِ لو=علموا الذي في جعبةِ الصَّيَّادِ !!
فاستفتِهم : أين الطريقُ المرتجَى=للنَّصر ؟ هل للنَّصرِ من ميعادِ ؟!
أين المروءَةُ والكرامةُ ؟ أين ما=بالأمسِ ناديتُم بذاكَ النَّادي ؟!
أتمثلون الشَّعبَ في آمالِه =أَوَتَرتقون لِقِمَّةِ الأمجادِ ؟!
لا. ثمَّ لا .أنتم كسرتُم شوكةَ الشَّعبِ.=... الصَّبورِ ، ولذتُمُ بالعادي !!
أين المحبَّةُ للشعوبِ ؟ وأين ما=قد كانَ للحكامِِ من إسعادِ ؟!
أين الأسى ؟ أين الدموعُ لجرحِها ؟=واحسرتي !! أين الصَّباحُ الهادي ؟!
الشَّعبُ زمجرَ قائلا متحدِّيًا=لا . ثمَّ لا . والعارُ للمنقادِ
لا . من مآثرِها الإباءُ بوجهِ مَنْ=رامَ الهوانَ لمصحفي وبلادي
لا. ثمَّ لا . قولُ الأُباةِ إذا طغى=أو عاثَ يهدمُ ما بنى أجدادي
لا . ثمَّ لا .هي صرخةٌ بفمِ الذي=يعتزُّ بالدَّيَّانِ في الآمادِ
ويرى بها ردعًا لكلِّ مساومٍ=ولكلِّ ذي وّهنٍ قرينِ وِسادِ
لم ينصرمْ حبلُ العقيدةِ ، إنَّما=هو رائحُ البلوى هنا والغادي
تأبى فلسطينُ التي قد سامها=قومٌ صهاينةٌ بظلمٍ بادِ
وكلابُهم قد مزَّقوا ماعندها=من وحدةٍ وتضامُنٍ و أيادِ
ليست تبيعُ الأرضَ طائفةُ الهدى=فشبابُها هاهم على استعدادِ
لشهادةٍ تحلو بمعتركِ الفدا=و دمٍ يُراقُ بساحةِ الميعادِ
بئستْ رؤى الجبناءِ ذوَّبها اللظى=في روحِ هذا الجمعِ والأفرادِ
الَّلهُ . أين الَّلهُ . جلَّ ، وقد لحا=مَنْ قد أتى مستكبرًا بِصِعادِ (2)
فهو الحِمى لِمَن اتَّقى ، وهو الذي=يُرجَى لأيَّامٍ تطلُّ شِدادِ
ما أرهبتْنا قوَّةٌ ملعونةٌ=لأبي رغال الهالكِ الرَّعَّادِ
الَّلهُ مولانا ولا مولى لهم=ولنا الهدى : ميثاقُه والحادي