أَقصِر فما سُخفُ الكلام يفيدُ=فالحقُّ يحرسُه دمٌ وحديدُ !
فبعون ربّك كان نصرُ مجاهدٍ= حمل السّلاحَ , وزادُه التّوحيدُ !
حمل السّلاح , وروحُه مبذولةٌ=في نصر دين الله , وهو رشيدُ !
حمل السّلاح, ومبتغاهُ شهادةٌ=يزكو بها ,والعيش بعدُ رغيدُ !
حمل السّلاح لكي يَعزَّ أولو الهدى=من قومه , ويُحَققَ المقصودُ !
فالحسنيانِ تراودان جهاده= فهناك نصرٌ أو هناك شهيدُ !
ولذا ترى أبطال غزّةَ في الوغى= أُسْداً يخرُّ أمامَها التّهديدُ !
زأرَتْ بتكبير الإله فزلزلت= أركان جيش البغي , وهو حديدُ !
زحف العدوُّ مدجّجاً بسلاحه= بَرّاً وبحراً , والسّماءُ رعودُ !
لم يستطع قهر الأباةِ بغزّةٍ= بل فرّ , يدحَرُهُ الفتى الصّنديدُ !
ما اسطاع إلاّ قتل طفلٍ ضمّه= حِجْرُ الأمومةِ أو أبٌ مكدودُ !
ما اسطاع ألاّ هدم بيت عبادةٍ= عمّارُهُ ناداهُمُ المعبودُ !
هيّا انفروا , إنّ العدوَّ مُخَذَّلٌ= هيّا انفروا, فجهادُكم مشهودُ !
فالله مولى المؤمنين وهازمٌ= جَمْعَ البغاة وإنّ ذا موعودُ !
لبّى النّداء أباةُ ضيمٍ سُجدٌ= لله , فانتصروا وخاب الهودُ !
* * *=* * *
واللهَ أسألُ أن يعينَ جنودَه= حتّى يعودَ لنا الحمى المفقودُ !
وتعودَ للأقصى بشاشةُ وجهِه= لصلاحنا , وتزولَ عنه قيودُ !
ونرى بلاد المسلمين يعُمّها= شرعُ الإلهِ, وليس ثَمَّ صدودُ !
فخلافةٌ كالرّاشدين , وأمرُهم= شورى , ويخطب ودَّهم نمرودُ !
والعيشُ رغْدٌ , لا يبيتُ على الطّوى= مَن غالَهُ السّلطانُ والمعضودُ !
هذي حياةٌ يرتضيها ربُّنا= فلعلّها تأتي فيُورِقُ عودُ !