في رثاء الشهيد بإذن الله تعالى فخامة الرئيس محمد مرسي .
ْ
*****
تعليق الأخ الحبيب الناقد أبي محمد الأستاذ عدنان الجابر حفظه الله على مرثية فخامة الرئيس الشهيد المرحوم بإذن الله تعالى محمد مرسي رحمه الله :
الله أكبر.. كل حرف في قصيدتك الرائعة هذه أراه ينحب بين يديك الشريفتين أيها الشاعر الفذ والرجل الأبي الأصيل..!
لقد أتقنت بشعرك رسم صورة الشهيد فجاءت كما هي في حقيقتها بعد أن انساقت الكلمات أمامك دامعةً تترى تجعل القارئ يجهش معها لما تثيره فيه من أسى على مرارة الفقد لبطلٍ عانى من الاضطهاد والحيف ماعاناه ، لكن على شرط الرجولة عندما تذرف دمع الفقد هذا وعندما تتحد ديباجتك مع روعة التصوير وحرارة الدفق العاطفي للتعبير عن المأساة يصبح فن الرثاء على يديك ذا بعد مختلف فمن خلال الطرح السياسي الممزوج بثقافة العصر ومبادئه وقيم الفروسية فيه ينقلب الرثاء إلى شيء آخر غير ما اعتدناه من بكائيات وأحزان ..إنك أخي الغالي الأستاذ إسماعيل في كل ما كتبته فيما مضى وما نجم عن هذه القريحة الفذة يحدوني لكي أقف تبجيلاً لهذه الشاعرية وهذا الإبداع وهذا التميز في الفن الشعري الحديث .
ذَرَفَت دَمعَها عليكَ السَّماءُ = وبكاكَ الإباءُ والكِبرِيَاءُ
وبكاك القرآنُ أن قُمتَ فيه = قارئًا يَقتَدي به القُرَّاءُ
وبكاكَ الإخلاصُ والصدقُ حُزنًا = وبكاك الحُفّاظُ والفُقهاءُ
وبكاك الألى حَدَبتَ عليهم = وبكاكَ الأعداءُ والأصدقاءُ
والمُروءاتُ فيكَ تَبكي عُلاها = وبكتكَ المنابرُ الشّّمَّاءُ
وبَكَت مِصرُ فيكَ وقفةَ عِزٍّ = وَصُمودًا ماهَدَّه الإِعياءُ
فَبَكَت فيكَ نَبوةً لِحُسامٍ = مَشرَفِيٍّ لم يَفتَقِدْهُ المَضاءُ
وبَكاكَ النِّيلُ العَظيمُ المُدَمَّى = وأبو الهَولِ ناحَ والمُومِياءُ
وبَكَتكَ الشَّامُ الجَريحةُ لَمَّا = قُلتَ : لبَّيْكِ ، يَفتَديكِ الفِداءُ
وَجَثا المَجدُ واجِمًا في ذهولٍ = كَيفَ خَرَّت مِن بَرجِها الجَوزاءُ
غالكَ المَوتُ شامِخٌا لاتُبالي = هكذا إنْ تَرَجَّلَ العُظَمَاءُ
يارفيقَ العُلا وَرَميةَ سَهمٍ = أنْجَبَتها الكنانةُ الغَرَّاءُ
شَرفٌ ما اتُّهِمْتَ فيهِ ولَكِنْ = لم يَكُنْ يَستَسيغُهُ العُمَلاءُ .
ورَعَيْتَ الحَيَّاتِ في البيتِ حَتَّى = نفثت فيكَ سُمَّها الرَّقطاءُ
حيثُ أغرت بكَ الخصومَ النَّوايا = والخِلالُ الكريمةُ السَّمحاءُ
فَرَأَوا فيكَ مَارَآهُ الأَعادِي = ورَأتهُ الوَساوِسُ الحَمْقاءُ
ليسَ في عصرك الرديء مكانٌ = يَزدَهي فيهِ لِلكِرامِ عَطاءُ
ياخليلَ القرآن أنجزتَ وَعدًا = يتَِمنَّى إنجازَه الشّرَفاءُ
طفتَ في سُدَّةِ الرِّئاسةِ لَكِنْ = مادَرَى عنكَ مِنْ جَناها رخاءُ
وبَذلتَ النفْسَ العزيزةَ مَهرًا = لِلتي فيكَ لايفيها عَزاءُ
أخَذُوا مِنكَ ماوَهَبتَ وَفاءً = فتَباهَى بما وهَبتَ السَّخاءُ
كُنتَ في الدَّربِ كالنَّهارِ وُضوحًا = لَستَ مِمَّن طريقُه النافِقاءُ
فَرَمَتكَ الأرزاء بالمَوتِ غَدرًا = لَيتَ شِعري ، ماعذرُها الأرزاءُ
ضاقَ عَن مَدحِكَ القَريضُ فَعُذرًا = ثُمَّ عُذرًا إنْ قَصَّرَ الشُّعرَاءُ
أيُّ قَولٍ في المَدحِ فيكَ قليلٌ = فَالمَعاني يضيقُ عَنها الرثاءُ