قال البوصيري رحمه الله
والنفس كالطفل إن تهمله شب على = حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وجاهد النفس والشيطان واعصهما = وإن هما محضاك النصح فاتهم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه = إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
وراعها وهي في الأعمال سائمة = وغن هي استحلت المرعى فلا تسم
وكم حسنت لذة للمرء قاتلة = من حيث لم يدر أن السم في الدسم
وإخشى الدسائس من جوع ومن شبع=فرب مخمصة شر من الضخم
وإستفرغ الدمع من عين قد إمتلأت=من المحارم واللزم حمية الندم!
وخالف النفس والشيطان وإعصيهما=وإن هما محضاك النصح فإتهم!!
ولا تطع منهما خصما ولا حكما=فأنت تعرف كيد الخصم والحكم!!
إستغفر الله من قول بلا عمل=لقد نسبت به نسلا بذي عقم!!