قـم أعطِ سهمَ القوسِ للفرسانِ = أهـلِ العقيدةِ والهدى الرباني
هـم من شبابِ الأمَّـةِ الثكلى التي = فقدتْ مكانةَ عـزِّهـا المزدانِ
لم تنفع الأحزابُ نمَّقَها الذي = لـم يـدرِ كيف يعيشُ باطمئنانِ !
أخذوا بنودَ الـوهمِ من أعدائهم = فالفكرُ من تبعيَّةٍ و هـوانِ
وتجاذبوا ألفاظَها بحداثةٍ = ممقوتةٍ معنًـى لهـا ومباني
بئستْ تجارتُهم ، وضلَّ مسيرُهم = في كلِّ دربٍ شائنٍ بدخانِ
هاهم مع الغاراتِ شنُّوا حقدَهم = شرًّا أذاهُ بمعظمِ البلدانِ
لو لم يكنْ أهلُ العقيدةِ في الوغى = لرأيتَ مــدَّ ضراوةِ الطغيانِ
فالبغيُ أشعلَ ظلمَه وضلالَه = وأباحَ حقَّ الناسِ للشيطانِ
فشبابُ دعوتنا الأشاوسُ بايعوا = ربَّ الأنامِ على قتالِ الجـاني
بصدورهـم ردُّوا نفيرَ عدوِّهم = وبصبرِهم قهروا أذى العدوانِ
هي هذه النُّخَبُ المقيتةُ بيننا = ضربتْ متونَ المجدِ بالجدرانِ
هي حزمةُ الشَّرِّ المبيَّتِ صاغها = إبليسُ من إنسٍ له أو جانِ
فتنكرتْ عمياءَ للقيمِ التي = حفلَتْ بكلِّ الخيرِ في القرآنِ
ولهم مقالبُ لم تزدْ إلا أذىً = فقلوبُهم بالحقدِ في غليانِ
لكنها هي أمتي وعقيدتي = والوعدُ وعدُ نبيِّنـا العدناني
لرجالها ونسائها هبُّوا إلى = حُلوِ النداءِ لنصرةِ الفرقانِ
للشعبِ كلِّ الشعبِ يقدي دينَه = بالروحِ والأموالِ والولدانِ
ولكلِّ مقدامٍ يتوقُ إلى الفدا = وتراه يومَ الزحفِ كالبركانِ
فاسمعْ يجبْكَ أخو الحنيفِ ملبيًا = اللهُ أكبرُ ، أمةَ الإيمانِ
هبِّي ، تَغَنَّيْ ، بالبطولةِ إنها = عذبُ النشيدِ لمؤمــنٍ متفانِ
مـا صُبَّ فوقَ المسلمبن من الأذى = قـد فاقَ عنفَ الهولِ في الطوفانٍ
لكنها انتفضتْ كتائبُ أمَّــةٍ = بعدَ الركونِ بأعينِ الوسنانِ
قد أخطأ المتورطون بلعبةٍ = منسوجةٍ بالمكرِ والخذلانِ
والجالسون على موائدَ زادُها = نتنُ الهوانِ لمرجفٍ خــوَّانِ
والقدسُ مطلبُ أمـةٍ لـم تنسها = وشعيرةٌ تُنمَى إلى الإيمانِ
مَن باعها فالكفرُ طـوَّقَ عُنْقَه = وأتى به في الحشرِ للنيرانِ
والقدسُ ملكٌ للأباةِ مدى المدى = ولقـارئي قدسيةِ التبيانِ
حرمتْ على الأنجاسِ لن يلقوا بها = يوما بغيرِ دمٍ ولا شجعانِ
وعلى مطارفِها الحبيبةِ مجدُها = باقٍ مع الشهداءِ والفتيانِ
ودمُ الأفاضل وابن درَّة بينهم = يحكي حديثَ البذلِ لا الخذلانٍ
قتلوه طفلا كي تجيءَ فِعالُهم = برهانَ غطرسةٍ وفعلَ جبانِ
والعالمُ المتفرجُ اللاهي يرى =ماكان من غدرٍ ومن أضغانِ
أتراه ينصرُنا الذي قوَّى بهم = هذا الجنوحَ بكيدِه العريانِ !
الَّلهُ ... كم قاسى المقدسُ قبل ذا = لشموخـه من هجمة الصلبانِ
لن ينفعَ التنديدُ جرحًـا نازفا = أو يسعفَ الجرحى رخيصُ بيانِ
فالنارُ تطفئُها إذا ما عربدتْ = نارُ تسوقُ مؤججي النيرانِ
واليوم جمرُ الثأر يكوي أكبُدًا = ويثيرُ وَهْجَ العـزِّ في الميدانِ
يا إخوة في القدسِ في يافا وفي = حيفا رأوا من قلةِ الأعـوانِ
وعلى ذرا بلدِ الخليلِ أذاقهم = حقدُ اليهودِ مرارةَ الأحزانِ
وبكلِّ دارٍ في فلسطين الهدى = شكتِ الأذى وهناك في الجولانِ
صبـرًا ... فإنَّ اللهَ منجزُ وعدِه = والنصرُ آتٍ رغمَ كلِّ جبانِ
ما اشتدَّ في الناسِ الأذى إلا أتى = فــرَجٌ نفوزُ بـه من الرحمنِ