(( قال أحد مربي الأجيال ـ مع الأسف ـ لأحد طلابه المتميزين المتدينين : أين أنتم من شموخ هذه الحضارة ، وقوة المعسكرات الغربية والشرقية وجبروتِها ؟! تبسم الفتى المؤمن وقال : اللهُ أكبرُ وأقوى . ولكنكم لاتؤمنون !! ))
اللهُ أكبرٌ : تهتَ في الظلماءِ = وخسرْتَ نورَ الشرعةِ الغرَّاءِ
وأتيتَ ترشدُ فتيةً ما أسلموا = هذي القلوبَ لمفترٍ ومرائي
هـم بايعوا الرحمنَ جلَّ جلالُه = واستنهضوا جيلاً من الأكفاءِ
ماغرَّهم زهوُ الحضارةِ أفلستْ = في صنعِ صرحِ الأمنِ في الغبراءِ
إن كنتَ أنتَ نكصتَ ياهذا فلن = يجدي نكوصُك أمةَ العظماءِ
أما انحيازُك للبهارج الهوى = فهو الضياعُ وفتنةُ السفهاءِ
فلقد عقدنا العزمَ ألاَّ ننثني = عن هَدْيِِ دينِ اللهِ في الآناءِ
فهو السبيلُ إلى الخلاصِ من الونى = ومن الهجوعِ لذلةِ الجبناءِ
ماذا جنيتُم بعدُ من أسيادكم = في الغرب أو في الشرقِ من نعماءِ !
هذي ربوعُ بلادِكم في ثكلها = باتت على الآلامِ واللأواءِ
قتلوا أهاليها بغلظة مجرمٍ = وأتوا على خيرٍ لهـا وهنـاءِ
قد دمَّروها واستباحوا مابها = فغدت يبابا في يــدِ الإيذاءِ
سيُذلَّ ربي الكفرَ مهما عربدتْ = أجنادُه بالحقدِ والخيلاءِ
أركبْتَ ياهذا المعلم رِدَّةً = تخشى ظهورَ الشرعةِ الغرَّاءِ !
تخشى ظهورَ ( مُحَمَّدٍ ) في عالَمٍ = ملأ العتاةُ الأرضَ بالأشلاءِ
ولسوفَ يأتي الفجرُ ياهذا ولن = يجدَ العتاةُ لهــم سبيلَ وِقاءِ
فجنودُ ربِّ العرشِ هـم ملءُ المدى = وصدى اليقينِ سناهُ في الجوزاءِ
ماعاقهم طولُ السنين وما رأوا = إلا الخلاصَ يرفُّ بالأشذاءِ
بالطيبِ بالإسلامِ بالقيمِ التي = هي غايةُ السَّاعي إلى النعمـاءِ
تستيقظُ الدنيا على تكبيرِ مَن = جاؤوا إليهـا باليــدِ البيضاءِ
بالوُدِّ بالعدلِ الذي طحنوهُ في = دوَّامةِ النكباتِ والأسواءِ
قرأنُنا أقوى إذا اجتمعتْ لـه = أهـلُ القُوى للفتـكِ بالحنفاءِ
والسُّنَّةُ الغرَّاءُ موئلُ أُمَّــةٍ = تحتاجُ في ذا العصرِ للحكماءِ
جاءت أحاديثُ النَّبِيِّ المصطفى = تُنْبي وتخبرُ عن زمـانِ شقـاءِ !
عن عصرِ بغيٍ جــدَّ فيه فسادُهم = وعتُوُّهم في الغارةِ العمياءِ
فالناسُ في الغبراءِ قد كرهوا الأذى = من هذه الأهواءِ والآراءِ
وأتوا إلى الدين الحنيفِ برغبةٍ = مستأنسين بأعذبِ الأفياءِ
تصغي إلى عَذْبِ النِّدَا أرواحُهم = بعدَ المكوثِ المُــرِّ في الأرزاءِ
أمَّـا انحيازُك يامعلمُ للهوى = فهو انهيارُ النفسِ شطرَ عَفَاءِ
خنتُـم أمانتكم وبعتم دينَكم = لحضارةٍ تلتفُ بالإزراءِ
ما كان ملمسُها سوى ريبٍ وهل = من مرعبٍ كالحيَّةِ الرقطاءِ !
قد ساقكم تيَّارُ شهوتكم إلى = نتنِ التبارِ وجيفةِ النزلاءِ
فالغربُ يأملُ أن يزيلَ كتابَكم = ويشيعَ زيفَ اللهوِ في الأرجاءِ
يسعى ليقتلعَ اللسانَ لسانَ . = . فخرِ بيانِكم بالرمزِ والإيمـاءِ
حيثُ العداوةُ لم تكن إلا على = نُبْلِ الحضارةِ في حمى الحنفاءِ
فهي العقيدةُ والرخاءُ وما لــه = يحتاجُ أهـلُ الأرضِ من آلاءِ
هيهات أن تُمحَى حضارتُنا وإن = جاروا فوجـهُ الخيرِ في الشَّمَّـاءِ
فارجعْ إلى الإسلامِ ويحك واحْذَرّنْ = ممــا يُحـاكُ بعالمِ السفهاءِ
عودوا لوحدتكم ففيهـا عـزُّكم = والردعُ خيرُ الردعِ للأعـداءِ
فلقد تداعت يافتى أمـمٌ على = قـرآننا والسُّنَّةِ الزهـراءِ
فَلْنَأْتِ هّدْيَ نبيِّنا وَلْنَتَّخِذْ = رغـم الخطوبِ و وطأةِ الأرزاءِ
وَلْنَخْلَعِ الثَّوبَ الموشَّى بالهوى = والبهرجَ المغموسَ باستعلاءِ
أعداؤُنا قـد حذَّروا من وحـدةٍ =نعلو بها قُدُمًـا إلى العلياءِ
فَلْتَأْتَلِفْ منـا القلوبُ على الهدى = ونـردَّ سوءَ الفرقةِ الحمقــاءِ
إذ ذاك تنتصرُ الإرادةُ مـا انثنتْ = إلا بُعَيْدَ تفرُّقِ الأُمنـاءِ
مافي حضارتِنا سوى الخيرِ الذي = يرجوهُ أهـلُ الأرضِ في الآناءِ
في غمرةِ الأحداثِ أدفعُها بمـا = قـد جاءَ من وحيٍ من البُشَراءِ
الأنبياءُ وصحبُهـم ومن اهتدى = بهدى الكرامِ السَّادةِ النجباءِ
ستعودُ أمَّتُنـا برحمةِ بارئٍ = للناسِ كلِّ الناسِ في الغبراءِ
أرأيتَ ياهذا المعلم شأنَنا = إن عاد روحُ العزِّ للضعفاءِ !؟
عارٌ عليك إذا أعبتَ تراثَنا = إذ عــزَّ محمولا على الوجناءِ
من غير جذع الخيرِ لم تشهدْ لهم = أفنانُهم ثمرا ليوم هناءِ
فاسجدْ لربِّ العرشِ توَّابًا فقد = آنَ الأوانُ لعودةِ العظماءِ
هزمَ التَّجبُرَ والتَّعنتَ صبرُهـم = وَهَفَتْْ إليه قصائدُ الشعراءِ
والتفَّ فتيانُ النبوغِ ببيئةٍ = زخَّارةٍ بطهارةِ الأحناءِ
قمْ حَيِّ أبناءَ البلادِ فإنهم=يحيون مجدَ مسيرةِ الأبناءِ
فتيانُنا الأملُ الوريفُ ، وهذه=أفواجُهم تهفو بلا استثناءِ
لبُّوا نداءَ نبيِّهم إذْ أقبلوا=يتنافسون تنافُسَ السعداءِ
فهُمُ الرجاءُ لأُمَّةٍ مجروحةٍ=في عالَمِ الأحقادِ والبغضاءِ
ماذا عليهم بعدَ أن عافوا الهوى= وبما بدا في الزينةِ الجوفاءِ
لو يرتضوا إلا بعزٍّ قادَهم=في العيشِ شطرَ مدارجِ العلياءِ
لايدَّعون وإنَّما هو سيرٌهم=واللهُ يكلؤُهم من الأعداءِ
بوركتُمُ : يافتيةً قد آمنوا=فلكم من الرحمنِ خيرُ ثناءِ
سترونَ أنفسَكم غدًا أهلَ العلى=بمشيئةِ الخلاَّقِ ذي النعماءِ
قالوا لكم : أنتم صغارٌ ماعنتْ=محنُ العصورِ لفتيةٍ و زُقاءِ !!
أَوَتَقدرون على مواجهةِ العِدا=وهُمُ العتاةُ وعصبةُ السفهاءِ !!
قولوا لهم : إنَّ الليالي أقبلتْ=حبلى . وإنَّ الغيبَ في الأحشاءِ
والغيبُ والأقدارُ عندَ اللهِ ما=كانتْ بأيدي طغمةِ العملاءِ
وستعلمون إذا الملاحمُ أشعلتْ=نيرانَها في الليلةِ الظلماءِ
إنَّا بفضلِ اللهِ جندُ محمَّدٍ=أهلُ الفداءِ ، وصفوةُ الغرباءِ
من أمةٍ كانت ولا زالتْ على=عهدِ الهدى والعروةِ الزهراءِ
في ظلِّ سيفٍ ، أو مآثرِ مصحفٍ=أو سيرةٍ محمودةٍ ، و وفاءِ
اللهُ غايتُنا ، وتلك رسالةٌ=تجلو البيانَ ، وليسَ بالإيماءِ !!
قال السفيهُ : مكانكم لاتُقحِموا=أقدامَكم في الغُمَّةِ الدهماءِ
فأجابه الإيمانُ يصدحُ مشرقًا=بفمِ الفتى كجبينِه الوضَّاءِ :
لا. لاتقلْ هذا فإنَّ عتوَّكم=يفنيه صبرُ شبابِنا الأكفاءِ
وحلاوةُ الإيمانِ تصنعُ للفتى=قيمًا تثيرُ مكامنَ الإعلاءِ
فاسمعْ هُديتَ( وأنتُمُ الأعلون )من=ربِّ السماءِ قضتْ وأيَّ قضاءِ
فترقبوا إنْ كان ليسَ يضيرُكم=مافي طلوعِ الفجرِ من بشراءِ
في كلِّ قارعةٍ ، وكلِّ مصيبةٍ=وبكلَّ نازلةٍ ...جليلُ نداء
يأسى لوهنِِ مثبِّطين أذلةٍ=والمسلمون بمذبحِ اللأواءِ
لك (ياحليفَ تخَرُّصٍٍ ) منا وقد=حميَ الوطيسُ وماجَ بالغبراءِ
ألاَّ ننامَ ووإن تثاقلَ ليلُنا=من غيرِ ما وهنٍ ولا إبطاءِ
بيقينِنا وعزيمةٍ لمَّا تهنْ=وبشوقِ وخْدٍ تاقَ للهيجاءِ
فالموتُ حقٌّ والجهادُ فضيلةٌ=ولكَ الهوى والميلُ للهيفاءِ
قد أقبلتْ خيلٌ لدينِ محمَّدٍ=فاسمعْ بأذْنِكَ رائعَ الأصداءِ
الساحُ تصهلُ لامكان لمغرمٍ=بالزيفِ والفتياتِ والإغراءِ
وصليلُ حنجرةِ الجهادِ حكايةٌ=تدوي بسمعِ بقيَّةِ الجبناءِ
أمنَ المروءةِ أنْ نعيشَ أذلَّةً=للمعتدي ، والزُّمرةِ العمياءِ !!
فشريعةُ الإسلامِ أكرمت الذي=ما لانَ جانبُه لسوءِ خواءِ
فاليومَ تبعثُ في الوجودِ ضياءَها=و تقيمُ ركنَ العدلِ للأحياءِ
وتعيدُ منهجَها القويمَ لعالَمٍ=يشكو الأذى من ألفِه للياءِ
لحضارةٍ ملعونةٍ فتَّانةٍ=مبتورةِ كالليلةِ السوداءِ
يافتيةَ الإسلامِ ، يا أملَ الورى=لغدٍ يتوقُ لرؤيةِ الرُّحماءِ
لاتبطلوا بالملهياتِ عزيمةً=فالمجدُ يبطلُه هوى الخلطاءِ