في رثاء الأخ الحبيب الدكتور خلف بن مفضي مطلق الشهابي .
الذي وافته المنية في دمشق يوم الخميس الموافق :
17/9/2021م
*************
رُمْحٌ حُسَيْنيٌّ طَواهُ زَمانُهُ = فَخَلا بِمَيْدانِ الكِرامِ مَكانُهُ
وَطَوَى بِهِ صَخَبُ المَجالِسِ فارِسًا = ما غابَ عَن قَصَبِ السِّباقِ حِصانُهُ
كلُّ المَيادينِ الّتي يَرتادُها = أَفْضَى إِلَيْها بالنَّدَى مَيْدانُه
قَد عاشَ رَمزًا لِلْمَودَّةِ والتُّقَى = أَدرَى بِهِ وَبِفَضلِهِ أقْرانُهُ
يا عابرًا عَجَمَ الحَياةَ وعافَها = ومَضَى بِهِ لِلحادثاتِ زَمانُه
أعطَتْهُ أوْصافُ الرِّجالِ مَناقِبًا = صَقلَتْ شَمائِلَهَ وَعَفَّ لِسانُهُ
مَنْ شاءَ يَستَجْلي كريمَ خِصالِهِ = جَلَّى مَلامِحَها لَهُ إيمانُهُ
عادَ المُهاجرُ والتَقَتْهُ بِلَهْفَةٍ = ونَعَتْهُ رَغمَ جِراحِها أوْطانُهُ
وَنَعتْهُ بِالمَوتِ الصَّلاةُ وَطالَما = ألِفَتْهُ يََصدَحُ في المَدَى قُرآنُهُ
وَنَعاهُ رُوَّادُ المَضافاتِ الأُلَى = كم ضَمَّهُمْ في مَجْلِسٍ دِيوانُهُ
ونَعاهُ صَفْصافُ الفُراتِ بِعَبْرةٍ = وتَزاحَمَتْ لِوَداعِه أغْصانُهُ
ولَسَوْفَ تَذكُرُهُ المَنابرُ كُلَّما = دَوَّى بِأَسْماعِ الوُجودِ بَيانُهُ
حَدِبٌ عَلَى القِيَمِ النَّبيلَةِ يَرتَدي = وَهَجَ الكَرامَةِ ، والعُلا عُنوانُهُ
وتَلَوَّنَت مِنهِ الحياةُ بَبسمةٍ = فَطَغَتْ على ألْوانِها ألْوانُه
والشِّعرُ أَعيا قائليهِ فَما دَرَى = ماذا تُبيحُ لِشاعرٍ أوْزانُهُ
لمْ تَشْقَ فِيهِ ثِيابُهُ بِحَياتِهِ = حَتَّى طَوتْهُ بِمَوْتِهِ أكْفانُهُ
فلْيَشرُفِ المَثْوَى الأخيرُ بِضيفِه = إنْ كانَ يَشرُفُ بِالْكريمِ مَكانُهُ