ما أخطأتْ في حقك الأقدارُ = حاشا لهــا فلأمرها الإقرارُ
فلقد وقعتَ بألف ألفِ خطيئةٍ = وإليك ياهذا الخبيث يُشارُ
مَن باعَ للطاغي كرامته فـلا = يجديهِ نصحٌ أو يقيه جــدارُ
ساعاتُ ليلك يا مهينُ حقارةُ = ويغيبُ وجهك إن أطلَّ فخـارُ
أنت الذي قد بعتَ دينك للذي =أعمتْ بصيرةَ نفسِه الأوزارُ
وكلاكما نجسٌ ولمَّـا يغتنمْ = طيبَ الهدى ومَن الذي يختارُ
آياتُ ربِّ العرشِ تُتلَى بكرةً = وعشيَّةً بالبيناتِ تُنـارُ
والعقلُ عندك والضلوعُ وما حوتْ =ومن المآثرِ في يديك تُثـارُ
فإلى متى هذا الهوى وكم انتشيْتَ . = . بما رتعتَ وتنقضي الأعمـارُ
وإلى متى هذا الضياعُ وأنتَ في = عبثٍ ومنه يجرك التيَّارُ
أَوَيَرتوي الظمآنُ من ماءٍ ملوحتُه . = . تُزادُ بكأسِها الأخطارُ ؟!
هيهات يُسْتَثنى من القدر الذي = يأتي المعاندَ سيفُه البتارُ
قـم مستجيبًـا للنداءِ ولا تكن = هملا تؤاخي حظَّـه الأبقارُ
وتحصَّننْ بعقيدةٍ لما يَلُحْ = في غيرِها لأُولي العلى مضمارُ
فأساسها الأخلاقُ والشيمُ التي = تعلو بشأنِ سمُوِّها الأوطارُ
فلقد خسرتَ تجارةً ميمونةً = ألفى محاسنَ ظلِّها الأبرارُ
وأهنتَ نفسَك لم تَصُنْ مشوارَها = في العيشِ بئسَ السعيُ والمشوارُ
مَن لم يُترجِمْ وعيَه إسلامُنا = فهو الغبيُّ الضائعُ الختَّـارُ
ومن انتخى بالجاه والسلطانِ لم = يُدركْ مَدَىً : تطوافُه مِحبارُ
فترفقَنْ بالحالِ إنك ميِّتٌ = مهما ملكتَ فصرحُه ينهارُ
أَتَفِرُّ من نورٍ أتاك لينجلي = هذا الضلالُ الخادعُ السيَّارُ
ياحسرةً تُلقى بدربِك إذْ نأتْ = خَطَرَاتُ قلبِك مالهـا أسمارُ
ألفى مباعدةَ الكرامِ فضيلةً = والنأيُ عن دنيا الكرامِ تبارُ
عـرِّجْ على أيام خيرٍ شأنُها = في العالمين يُجلَِّـه التذكارُ
أيامَ أشرقت المغاني بالهدى = وتمايستْ في حقلِه الأزهارُ
وتبسمت آفاقُها واستقبلتْ = أهلا لهـا إذ جاءها السُّمَّارُ
فإليك هذي البينات عهودَ مَن = عرفتْهُمُ الآناءُ والأسحارُ
هلاَّ رجعتَ إلى النبيِّ المصطفى = كيلا تضيقَ لشجوكِ الأمصارُ
فلسيرة المختارِ نفحةُ رحمةٍ = لك من جَنَاها : العزُّ والإكبارُ
والجاحدُ الإيمانَ ليس بفائزٍ = أبدا وليس ينالُه ختَّارُ
هي رحمةٌ للعالمين ونعمةٌ = يهفو لطيبِ نسيمها الأخيارُ
أقم الصلاةَ ولا تنافي فرضَها = فبتركها سيسومُك الإعسارُ
وصِلَنْ إلهك بالخضوع وبالرضا = فلك اعتزازٌ بالهدى وفخـارُ
إنَّ الصلاةَ جمالها وجلالها = هي للهداةِ وللدعاةِ شعارُ
واحذرْ فعائلَ مَن بغوا أو غرَّهم = هذا الفسادُ وتلكم الأوزارُ
وعش التَّقيَّ ففي التُّقى شرف الفتى = والبِـرُّ بعضُ الخيرِ والإيثـارُ
وخُـذِ العزيمةَ عُـدَّةً فبها طوى = ثقلَ الشدائدِ مؤمنٌ صبَّـارُ
واحذرْ يدَ الظلمِ البغيضِ فإنه = للظالمين مسبَّةٌ بل عــارُ
وحذارِ لاتصفعْ بهـا أحدا فلن = يلقى الفلاحَ الظالمُ الختَّـارُ
واسأل إلهك جنَّةً يوم اللقا = يومَ الخلودِ فنعمَ تلك الدَّارُ
فالبهرجُ الزاهي بريقُ غوايةٍ = ضلَّتْ بزيفِ فسادِه الأفكارُ
لايعلمُ العلمَ اليقينَ سوى الذي = ملأت رحابَ فؤادِه الأنوارُ
أبدا ولا استرختْ عزيمةُ مَن مضى = فوق الظنونِ فسادُها خطَّارُ
وهي العقيدة لم يزل يحيا بها = وهي اعتدادٌ للفتى ودثارُ
غَرَّاءُ ربانيةٌ بقيتْ على = طولِ القرونِ يصونها الجبَّـارُ
وتهافَتَتْ مللٌ وكانت لعنةً = للمفترين فللغواةِ النَّـارُ
قد بدَّلوا لضلالهم أو حرَّفوا = لفسادهم ما أنزلَ القهارُ
أَوَلَمْ تــرَ السفهاءَ ذاقوا مُـرَّها = في العيشِ لم تنفعْهُمُ الأعذارُ
ومضوا إلى دارِ الجزاءِ تسوقهم = لعناتُ مَن أوذوا ومَن قد ثاروا
هذا مصيرُ مكابرٍ متعنتٍ = هذا وقد فضحَ الجناةَ عَـوارُ