لاتغمد السيف ، إن الجرح مانضبا = حتى تؤدب من أبكى به حلبا
فليسَ في الكَوْن شعْبٌ واحدٌ أبدًا = بمثْلِ مانُكِبَتْ في حاكِمٍ نُكِبا
الفارسيّ الذي تدري أزقتها = أن قد أحال حماها موطنا خربا
رمته إيران جاسوسا لها ولقد = أرخى عليه ثياب العرب وانتسبا
وراح يطعن سوريّا بخاصرة = ضمتْه لصا هزيلا يشتكي السغبا
كأنه جرب معد يضيق به = من عاش فيها طهورا يمقت الجربا
ياظلّ إيران أغريت المجوس بها = والغرب والروس والأفغان والعربا
ماذا فعلت بطفل كان يحلم في = رغيف خبز ، فعاف الدرس والكتبا
أمطرته لهبا من حقد طائفة = لله حقد لئام جاوز اللهبا
تعاقبت سحب البارود تطلبه = فكان منها جفولا يمقت السحبا
لم تحفظ الغيد أن روعتهن وكم = رقصت في ثكل مفجوعاتها طربا
فنحن من جذوة الفاروق بارقنا = بسيفه ملك كسرى خرّ إذ شطبا
فكم لوينا ذراعا شط عن أدب = فعاد بالدعس رغما يدّعي الأدبا
وكم تسامى بنا حس لمعتصم = وكم نتفنا لعينَي غادة شنبا
نُصارع الكون مثل المستحيل فلا = يغررك أنا جوادٌ في النزال كبا
ولا يغرّنْك أن الماردَ انْحسرتْ = انيابه عن دم الأطفال وانسحبا
مالان في ساحة الجلى وقامته = تطال من عزّةٍ في عِزّها الشهبا
ذاك الذي في رحى الهيجاء مولده = ومن زعاف العوالي أرضع النوبا
غدا يعود إليها رافعا علما = كم كان من دمها الوردي قد شربا
وسيفه إن جفاه الغمد في ألمٍ = فحدّه لم يزل للثار مختضبا