تُقاطعُني فأبكي بالحروفِ = وأشكوا للقصائدِ والقوافي
وأذرفُ حَشْرجاتِ الصّدر شعرا = فقلبي في الصّبابة لا يُجافي
وما أقوى على نسيان حُبٍّ = تحكّم في الجوانحِ والشِّغافِ
أميلُ إلى السّماحة في خصامي = ولا أرضى اللّجاجة في الخِلافِ
ولكنّ النّفوسَ لها حدودٌ = ولو رضيَ الحبيبُ بأنْ يُوافي
فلا همسٌ ولا بوحٌ بعشقٍ = فنفس المرء تطمع في القِطافِ
وربُّ النّاس يعلم كلَّ قصْدٍ = ويعلمُ بالسّرائر والخَوَافي
فيا قلباً تَرَعْرَعَ في السّجايا = تمسّكْ بالطّهارة والعفافِ
فإنَّ العُهرَ في نتِّ الدّنايا = كعنوان المجلّة في الغِلافِ
بلاءُ النّت أهلك طهْرَ جيلٍ = غدا رمزَ الخنا والإنحرافِ
فحولَ الفيسِ يسهرُ أهل زيغ = كراسيهِم تضمّخُ بالنِّطافِ