ورحل الفارسُ الأول، إلى روح العالم الأستاذ الدكتور صلاح الخالدي
(أمنَ المنونِ وريبِهَا نتهيَّبُ
والدَّهرُ ليس بمُعتِبٍ من أُرهبوا)
كأسُ المنونِ على الجميعِ كراعُهَا
لا بدَّ كلٌّ شاربٌ ، فمحاسبُ
فعلامَ نجزعُ من حِمَامٍ قد قُضي
ما الدَّهرُ إلاَّ يومُنَا~ وسيغربُ
واللهُ يقبضُ علمَنَا برجالِنَا
في كلِّ يومٍ عالِمٌ إذ يُحجبُ
لكنَّ ذكرَ اللهِ باقٍ للورى
والذكرُ نهجُ حياتِنا ومؤدِّبُ
********
لكنَ حظَّ العينِ فيضٌ من أسىً
؛ فالعينُ ثكلى والدموعُ تصبَّبُ
والقلبُ من فزعِ الفجيعةِ قد دمى
ونجيعُهُ دمعُ العيونِ سواكبُ
نرضى بما قسمَ المليكُ بحكمِهِ
والصبرُ في بأسِ الحزونِ تَقَرُّبُ
وعزاؤُنا إرثُ الفقيدِ وعلمُهُ
مخطوطُهُ ، منطوقُهُ،، ما يُكتبُ
سلوانُنا بتلامذٍ ورثوا الهدى
وعلى خطاهُ سوفَ يبقى المأربُ
********
أصلاحُ إن غادرْتَنا نحو العُلا
إنَّا على نهجٍ خططْتَ سنذهبُ
فمن (الظلالِ وشرحِهِ) قبسٌ لنا
، نورٌ لدربِ الدارسين ومنقبُ
أم أننا ننسى (المحافظة) 1التي
قد كنتَ أولَ فارسٍ يتوثَّبُ؟
أسرجْتَ في سُبُلِ الدُّجَى قبسَ الهدى
فإذا بهِ نارٌ هناكَ تلهَّبُ
(جمعيةٌ) للدارسينَ تشعَّبَتْ
أنهارُهَا؛ في كلِّ ركنٍ مشربُ
؛ في كلِّ يومٍ حافظٌ يتلو الهدى
، والحافظاتُ على الطريقِ توثُّبُ
ربَّاهُ عبدُكَ قد أتاكَ فقرِّبَنْ
مثواهُ إنَّكَ يا كريمُ تُقَرِّبُ
1 كان الدكتور صلاح الخالدي أول رئيس لجمعية المحافظة على القرآن الكريم التي أصبح لها 1500 فرعا في الأردن
وسوم: العدد 966