تهيجُ بين غبارِ الحيِّ أحزانُ=كأنَّ أنقاضَه نبضٌ وأشجانُ
كأن أخشابَه بَسَماتُ بانيهِ =تكسرت فهي أشداقٌ وأسنانُ
تألَّفوها فظنوا أنها سكنٌ=وأنها وطنٌ للخلد صنوانُ
لكنها بالفَنَا دارٌ مطبعةٌ=وللبلاءِ وللأ كدار عنوانُ
فلا يدوم بها أنسٌ ولا فرحٌ =ولا إبتلاءٌ ولا حالٌ ولا شأنُ
لا راحةٌ في لذائذها محققةٌ = ولا سكونٌ لساكنها وإحصان
فانظر، فعابدها تَعِسٌ ومنتكسٌ = وجامعوها لهم غبنٌ وخسرانُ
تُغري بزينتها مجنونَها سفهاً = قبيحةٌ كلُّها حُفرٌ و نيرانُ
فأصبربها وأحتسب تُكفى غوائلها = وأجعل مُناك بها لله رضوانُ
فإن فيها البلا خيرٌ ومكرمةٌ = ومن أثيم الخطأ عفوٌ وغفرانُ
وخيرُها أنها للفضل مزرعةٌ = وللتسابقِ في الإحسان ميدانُ
فأؤوي بها كبداً باتت بها وجلٌ =والقلب يرجفها والجوفُ جوعانُ
وجُد بها مسرعاً تُعطى بها أبداً= في جنةَ الخلد سلوانٌ و إيوانُ
وصلِّ دوما على المختارمابرحت =تلك الصلاةُ لها نورٌ وبرهانُ
ثم على آل والأصحاب قاطبةً=عِداد ما أمطرت مزن وهتانُ